شروين المهرة: وكالات
اختفى كثير من المفقودين، الذين يقدَّرون بالآلاف، في غزة تحت الأنقاض بعد غارات جوية، فيما يُعتقد أن آخرين احتُجزوا عند نقاط التفتيش الإسرائيلية أثناء فرارهم جنوباً، أو محاولتهم العودة إلى الشمال. وبعضهم غادر يوماً ولم يعد بعدها أبداً، في حين تبحث عائلات المفقودين في غزة عنهم في المستشفيات، ويتصلون بالخطوط الساخنة، وينشرون صورهم عبر الإنترنت على أمل العثور عليهم، وذلك وفق ما نشرت صحيفة “واشنطن بوست’ الأمريكية في تقرير نشرته، اليوم السبت.
وتلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بلاغات بفقدان 5118 فلسطينياً في غزة خلال الفترة من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى فبراير/شباط 2024.
وأجرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقابلات مع 15 شخصاً فقدوا الاتصال بأصدقائهم وعائلاتهم في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ولم يتمكنوا من العثور عليهم إلا في حالتين فقط.
وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه “يعتقل المشتبه بهم في الأنشطة الإرهابية” ويحقق معهم، ومن يثبت عدم تورطهم يعادون إلى غزة، على أنه لم تُبذل أي محاولات منهجية لتحديد مصير المفقودين، ولم تبدأ وزارة الصحة في غزة إلا مؤخراً في جمع المعلومات عن القتلى والمفقودين.
وفي سياق متصل وخلال الهجوم الجوي الإسرائيلي على غزة، يُعتقد أن آلاف الأشخاص حوصروا تحت الأنقاض، وتشير التقديرات إلى وجود حوالي 8000 جثة تحت الأنقاض. لكن جهود الإنقاذ عرقلها نقص المعدات المطلوبة، الأمر الذي كانت تضطر معه الفرق إلى الحفر يدوياً. والكثير من الجثث التي عُثر عليها كانت متحللة ولم يتم التعرف عليها. وتلقت منظمة هموكيد الحقوقية الإسرائيلية، بلاغات عن 425 من سكان غزة، معظمهم رجال، يعتقد أنهم معتقلون منذ أواخر أكتوبر/تشرين الأول، لكن السلطات الإسرائيلية لم تكشف عن معلومات حول وضعهم.
الجدير بالذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.