شروين المهرة: متابعة خاصة
قال الكرملين الروسي، الجمعة، إنه لا يمتلك أي معلومات عن الالتزامات التي أعلنتها جماعة الحوثي في اليمن بشأن سلامة سفن الشحن الروسية والصينية في البحر الأحمر.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن المتحدّث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، القول “إنه ليس على علم بأي تأكيدات أمنية من جماعة الحوثي اليمنية بشأن سلامة سفن الشحن الروسية والصينية في البحر الأحمر”، بحسب وكالة “رويترز” للأنباء.
وأمس الخميس، أفادت وكالة “بلومبرج” الأمريكية بأن روسيا والصين أبرمتا اتفاقاً مع الحوثيين في اليمن لضمان سلامة السفن، مشيرة إلى أن بكين وموسكو وعدتا بتقديم بعض “الدعم السياسي” للجماعة.
وذكرت الوكالة أن جماعة الحوثي أكدت لموسكو وبكين أن سفنهم يمكنها المرور بأمان عبر البحر الأحمر وخليج عدن.
وفي المقابل، وعدت كل من روسيا والصين بتقديم بعض “الدعم السياسي” للجماعة، وفقاً للوكالة، مشيرة إلى أن الطبيعة الدقيقة للمساعدة لم تذكر بالتفصيل، لكنها قد تتضمن دعمهم في المؤسسات الدولية، على سبيل المثال من خلال عرقلة القرارات التي تستهدف الحوثيين في مجلس الأمن الدولي.
وفي يناير الماضي، تبنى مجلس الأمن قراراً يدين هجمات الحوثيين على سفن الشحن في البحر الأحمر، وامتنعت الصين وروسيا عن التصويت حينها.
في غضون ذلك، أكدت الحكومة الهندية، الجمعة، بأن الاضطرابات في البحر الأحمر تنذر بمخاطر على التضخم والنمو الاقتصادي في الهند بسبب ما يترتب عليها من ارتفاع لأسعار النفط.
وقالت وزارة المالية الهندية في مراجعتها الاقتصادية الشهرية، إن مزيجاً من ارتفاع تكاليف الشحن والعلاوات على التأمين وطول فترات العبور يمكن أن يجعل السلع المستوردة “أكثر تكلفة بكثير”، بحسب وكالة “رويترز” للأنباء.
ويمر نحو 80 في المئة من حركة تجارة البضائع الهندية مع أوروبا، وهو ما يشمل منتجات رئيسية مثل النفط الخام وقطع غيار السيارات والكيماويات والمنسوجات، عبر طريق البحر الأحمر، حيث تجبر هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة تشنها جماعة الحوثي اليمنية العديد من شركات الشحن على تغيير مسار السفن من قناة السويس إلى طريق رأس الرجاء الصالح حول الطرف الجنوبي لأفريقيا.
إلى ذلك، اتهمت وسائل إعلام إماراتية، السعودية بالتغاضي عن التصعيد الحوثي في البحر الأحمر، وشككت بشأن مصير جهود السلام في اليمن.
وقالت صحيفة العرب الإماراتية إن السعودية تجاهلت كل ذلك، وأعلنت مواصلتها العمل على إيجاد حل سياسي للصراع في البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإصرار السعودي على طي ملف الصراع اليمني سلميا يبدو أقوى من تصعيد جماعة الحوثي الخطير في البحر الأحمر.
وأضافت الصحيفة أن الموقف السعودي يظهر مدى إصرار المملكة على إيجاد مخرج سلمي للصراع اليمني، وذلك في إطار سياسة أشمل شرعت الرياض في تنفيذها، وتقوم على تبريد الصراعات من حولها، وإقامة علاقات تصالحية مع جميع الأطراف الإقليمية، بما في ذلك إيران، التي تدعم جماعة الحوثي وتمدّها بالوسائل اللازمة لمواصلة الحرب في اليمن، وضدّ المملكة نفسها.
ومنذ 19 نوفمبر2023، تنفذ جماعة الحوثي، هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر، تقول إن لها صلة بإسرائيل، أو متجهة إليها أو قادمة منها، ردًا على الحرب المتواصلة منذ خمسة أشهر في قطاع غزة.
ودفعت هجمات الحوثيين شركات شحن كثيرة إلى تحويل مسار سفنها عبر رأس الرجاء الصالح، مما يطيل الرحلة بين آسيا وأوروبا لأسبوع في الأقل ويزيد كلفة النقل.
ومطلع العام الجاري، أنشأت واشنطن تحالفا بحريا دوليا تقول إن هدفه حماية الملاحة البحرية، ومواجهة التهديدات الحوثية في البحرين الأحمر والعربي، إلا أن الحوثيين قللوا من جدوى ذلك التحالف، وقالوا إنه مني بالفشل.
وفي فبراير المنصرم، أطلق الاتحاد الأوروبي، عملية “حارس الازدهار” لحماية الملاحة في البحر الأحمر.