شروين المهرة: خاص
“على الحريزي المهري” الشيخ القبلي المشهور بالتصدي للأطماع السعودية والإماراتية بمحافظة المهرة وتؤيده معظم قبائل المحافظة، خرج من تضاريس الوطن وجغرافيا الصمود والبسالة والشهامة والكرم ونخوة الرجال.
يذود الشيخ الحريزي عن اليمن، في الركن الشرقي للبلاد منذ خمس سنوات، وقد جعل من الانتماء للوطن والدفاع عن ترابه، طريقته المثلى فنال محبة واحترام أبناء شعبه، فهو الشيخ القبلي الشجاع، والقائد العسكري الشديد.
ومن حينها استطاع هذا الرجل العظيم أن يفتح فضاءات للمقاومة ورفض احتلال السعودية والإمارات لأرضه رغم الإغراءات والوعود التي تلقاها من الدولتين، فكانت مصلحة أرضه وناسها أهم من مصالحة الشخصية فقاد لجنة الاعتصام السلمي بإرادته التي يستمدها من قيم ومبادئ القبيلة المهرية العصية على الانكسار.
وأصبح الحريزي أحد الرموز اليمنية المعروفة، وذلك نتيجة مواقفه ونضاله ضد الوجود السعودي الذي قدم إلى محافظة المهرة في أواخر العام 2017 وتمركز فيها محاولا تحقيق أطماع قديمة جديدة، فبرز الرجل متصديا لتلك الأجندة مستفيدا من مكانته الاجتماعية والقبلية وشخصيته القيادية.
وتقدم الشيخ الحريزي الصفوف، والتفت الناس حوله، وهم واثقون من قيادته وحنكته وصدقه، فكان وقوف الرجل في وجه الوجود السعودي بمثابة الصخرة الصماء التي تحطمت عليها أطماع المحتل، وحال نضاله ونضال رفاقه دون تحقيق أهداف الرياض الاستعمارية في محافظة المهرة.
وبسبب مواقفه المناهضة للسعودية، حاولت الرياض بشتى الطرق إخماد نار الرجل الثائر تارة بالترغيب، وأخرى بالترهيب، فعملت على إقصائه بضغوطات مارستها على الرئيس هادي لإقالته من منصبه الحكومي كوكيل لمحافظة المهرة.
وكان الحريزي حينها يتقلد منصب وكيل محافظة المهرة، وكان أول مسؤول يمني في الشرعية اليمنية يصف الوجود العسكري السعودي في المحافظة ب “الاحتلال”، متخليا حينها عن المناصب والإغراءات التي قد تقف عائقا ضد مطالب أبناء محافظته الذين خرجوا من أجل سيادة وطنهم وحرمة ترابه.
وخلال المواقف التي أبداها “الحريزي” وانحيازه للوطن وأمن وسلامة واستقرار المهرة، استخدمت السلطات السعودية التي تقود تحالفا عسكريا ضد الحوثيين بطلب من هادي ضغوطها على السلطات الشرعية في منتصف يوليو 2018 م لإقالته من منصب وكيل لشؤون الصحراء بمحافظة المهرة وتعيين مسلم حزحيز زعبنوت خلفا له.
وقوبل قرار إقالة الحريزي، برد فعل غاضبة من شباب وقبائل المهرة خاصة، ومن عامة أبناء الشعب اليمني، معتبرين ذلك تحد واضح من قوات التحالف للرموز القبلية في المهرة.
وبعد عام من قرار إقالته، تمكن الحريزي ومن معه من مشايخ المحافظة ووجهائها من تغيير المعادلة، فقد أدت الاحتجاجات التي نظموها في المهرة إلى تعزيز خطورة التواجد السعودي في المهرة،
ومنذ العام 2018 وحتى اليوم يتعرض هذا الرجل الوطني الغيور لحملات تخوين واسعة من قبل الأقلام المأجورة والمطابخ الرخيصة الممولة من الرياض، لكنها لم تكن سوى عوامل تحفيزية ساهمت في توسيع بشعبيته في أوساط القبائل اليمنية، والقيادات العسكرية، ليتحول إلى أحد الرموز اليمنية المناوئة للأطماع السعودية في اليمن.
فكان الحريزي في نظر أبناء الوطن: الشيخ الهمام والبطل الذي يضيء خارطة وطن، ويمنح الإنسان المهري الصمود والمضي إلى مستوى الفعل المدهش في خلق نضال حر يتعثر أمامه العدو، وتسقط مؤامراته على أرض أنجبت أبطالا وشجعان مثل الحريزي ورفاقه…
القضية الفلسطينية
وكان موقف الشيخ علي سالم الحريزي وتصريحاته التي أطلقها عقب العدوان الإسرائيلي على القطاع تأثيرها الكبير في أوساط أبناء اليمن الأحرار، لكنها لم تكن كذلك بالنسبة للاحتلال السعودية وأدواته.
وأكد الشيخ الحريزي حينها أن قضية فلسطين قضية كل مسلم، ولا يمكن السكوت على ما تقوم به إسرائيل من جرائم حرب وإبادة جماعية للسكان في غزة.
ودعا جميع أبناء المهرة للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يتعرض إلى القتل والإجرام من قبل الأمريكان وإسرائيل.
ومنذ تصريحات الشيخ الحريزي شهدت محافظة المهرة مسيرات ووقفات احتجاجية وفعاليات تؤيد وتؤازر المقاومة الفلسطينية في غزة، وتقف إلى جانب المدنيين، وتدين جرائم الاحتلال.
وفي تصريحات أخرى أعلن الشيخ الحريزي تأييده ومباركته للعمليات الهجومية في البحر الأحمر والتي تنفذها القوات اليمنية والمقاومة بقيادة زعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي، ضد السفن المتجهة إلى الاحتلال الإسرائيلي نصرة لما يجري في غزة وفلسطين.
وقال الشيخ الحريزي في كلمة له، “نشيد بما تقوم به جماعة الحوثي لنصرة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للمجازر ونطالب كل المحافظات أن تتفاعل أكثر مع ما يحصل في غزة”.
ويستغل الاحتلال السعودي وأدواته موقف أبناء المهرة بقيادة الشيخ الحريزي المساند لقطاع غزة والمؤيد لكل من يساندها لإطلاق حملات تشويه وتخوين ونشر بيانات كاذبة تزعم أنه تم ضبط خلية حوثية بالمحافظة، في محاولة فاشلة لربط اللجنة ومواقفها بالحوثي كما تم ربطها من قبل بالتهريب والإرهاب وكل حملات ومخططات الاحتلال يقول أبناء المهرة أنها فاشلة وستنصدم بإرادة وعزيمة أبناء المحافظة ومواقفهم الثابتة والصلبة.