شروين المهرة: خاص
شهدت الساحة الإعلامية الجزائرية حالة من الغضب والاستياء العارم، وذلك على خلفية عناوين مثيره للجدل نشرته قناة العربية حول الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، حيث وصفتها القناة بالمتحول، (قبل أن تقوم بحذفهم لاحقاً تحت ضغط ردود الفعل الغاضبة)، وهو ما اعتبره الجزائريون إهانة صريحة للبطلة الجزائرية. وعلى الفور، أطلقوا هاشتاغ #غلق_مكتب_العربية_بالجزائر، الذي تصدر الترند في الجزائر، مطالبين بطرد القناة من البلاد
ونشرت قناة العربية على حسابها في منصة إكس تغريدة قالت فيه: “بعد هزيمة ملاكمة إيطالية على يد متحول جنسي جزائري في أولمبياد باريس.. رئيسة وزراء إيطاليا تعلق: لا ينبغي السماح للرياضيين ذوي السمات الذكورية بالمشاركة في المسابقات النسائية”.
وشارك العديد من الشخصيات العامة والرياضيين الجزائريين وغيرهم في التعبير عن تضامنهم مع إيمان خليف واستنكارهم للإساءة التي تعرضت لها، ونشر أحمد البناء تغريدة على حسابه في منصة إكس يدافع فيها عن الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، مؤكداً أنها ليست متحولة جنسياً وأنها تشعر دائماً بأنها امرأة ومؤهلة للمنافسة.
وأشار البناء في تغريدته إلى أن إيمان خليف تتمتع بخصوصية أن جسدها ينتج هرمون التستوستيرون أكثر من النساء العاديات، مما قد يمنحها ميزة بدنية في رياضة الملاكمة. ومع ذلك، أكد أن هذه الميزة لا تجعلها لا تنهزم، مستشهداً بنتائجها في البطولات السابقة ففي بطولة العالم للهواة 2018 في نيودلهي احتلت المركز 17 وخرجت من الدور الأول، وفي بطولة العالم 2019 احتلت المركز 33 أما أولمبياد أولمبياد طوكيو 2020 خسرت في ربع النهائي 5-0، وفي بطولة العالم 2022 وصلت للنهائي وخسرت.
وأكد البناء أن هناك تلاعباً سياسياً واضحاً وأن هذا الوضع يضر بالرياضة ويشكل نوعاً من الترهيب تجاه رياضي ينافس بشكل صحيح منذ سنوات. وأرفق تغريدته بصورة للمباراة التي خسرت فيها إيمان خليف أمام كيلي هارينجتون، وفيديو يظهر فيه الملاكمة الإيطالية أنجيلا كاريني وهي تتخلى عن القتال ضد الملاكمة التركية في أولمبياد طوكيو عندما رأت أن المنافس أقوى منها، واصفاً إياها بأنها “ممثلة جيدة جداً”.
ونشرت ياسمين موسوس، مديرة مكتب قناة Art في الجزائر، تغريدة على حسابها في منصة إكس تدافع فيها عن الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، مشيرة إلى تملك قوة ذهنية كبيرة تمكنها من الصمود أمام الحملة الشرسة التي تُحاك ضدها.
وأوضحت موسوس في تغريدتها: “إذا كانت إيمان خليف تملك قوة أكبر من قوى النساء والرجال معاً فهي قوتها الذهنية لأنها تصمد أمام الحملة الشرسة التي تُحاك ضدها”.
وأضافت: “نعم نحن ضد مشاركة المتحولين في المنافسات النسوية لكن إيمان خليف ولدت أنثى ولم تغير شيئاً في خلقها”.
واختتمت موسوس تغريدتها بتهنئة إيمان خليف على أول انتصار لها، متمنية لها التوفيق في الحصول على الميدالية الذهبية.
ونفى حساب باسم نصرة “Sahrawi Feminist” الشائعات التي تدعي أن الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، متحولة جنسياً.
وأكد الحساب أن إيمان خليف ليست في طريق انتقالي وأنها شعرت دائماً بأنها امرأة ومؤهلة للمنافسة، مشيرًا إلى أن إيمان خليف تحدثت في عدة مقابلات عن طفولتها والصعوبات التي واجهتها كامرأة في دخول عالم الملاكمة في الجزائر.
وأرفق الحساب فيديو يظهر فيه إيمان خليف في قريتها مع والدها، الذي يعبر عن فخره بها، مؤكداً أنه لو كانت متحولة جنسياً لكانت قد تعرضت للإقصاء الاجتماعي في بلد مثل الجزائر، وهو ما لم يحدث.
وأضاف الحساب أن وسائل الإعلام الجزائرية أكدت أن إيمان خليف هي امرأة بيولوجياً، لكنها تنتج هرمون التستوستيرون أكثر من المتوسط لدى النساء.
وأشار إلى أن الاتحاد الدولي للملاكمة لم يحدد في ترجمته الرسمية أن إيمان خليف تحمل كروموسومات XY، بل تحدث عن عدم استيفائها “لمعايير الأهلية”.
وأكد الحساب أن هذه الشائعات هي مجرد افتراءات تهدف إلى تشويه سمعة إيمان خليف، وأنها تمثل سلاحاً أيديولوجياً يروج له بعض المتطرفين، مشيرًا إلى أنها تنافس بشكل صحيح منذ سنوات، وأن هذه الشائعات تضر بالرياضة وتشكل نوعاً من الترهيب.
كما أصدرت المنظمة العالمية لمكافحة الفساد وأمن الجريمة (OMSAC) بياناً نددت فيه بالاتهامات الموجهة لإيمان خليف، مؤكدة أنها تمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان.
وأعربت المنظمة العالمية لمكافحة الفساد وأمن الجريمة (OMSAC) عن سخطها العميق إزاء الاعتداءات الفاضحة التي استهدفت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، ووصفت المنظمة هذه المعاملة بأنها اعتداء خطير على كرامتها كإنسانة وكرياضية.
وامس الجمعة أعلن المكتب التنفيذي لـ OMSAC، خلال اجتماعه، عن تقديم الدعم الكامل لإيمان خليف، مشيدًا بالموقف الثابت للجنة الأولمبية الدولية، التي أكدت أن جميع الرياضيين المشاركين في بطولة الملاكمة لألعاب باريس 2024 يحترمون قواعد الأهلية والتسجيل للمنافسة.
ودعت OMSAC، المجتمع الدولي ووسائل الإعلام إلى إدانة هذه الأعمال المشينة ودعم إيمان خليف في محنتها، مشيرة إلى أن الشفافية والإنصاف واحترام حقوق الإنسان هي الركائز التي تبني عليها معركتها ضد الفساد والظلم.
وتأهل الملاكمة الجزائرية إيمان خليف الى دور الربع النهائي بعد فوزها على منافستها الإيطالية أنجيلا كاريني بعد انسحبها الأخيرة من نزالهما في دور الـ16 لوزن 66 كيلوغراما بعد 46 ثانية من بداية الجولة الأولى عندما تلقت لكمة قوية في الأنف أمس الخميس.
واليوم السبت ستواجه الملاكمة الجزائرية إيمان خليف منافستها الرومانية أنا لوكا حاموري في الدور الربع النهائي لفئة (66 كلغ) في دورة الألعاب الأولمبية (باريس 2024)، والمقررة إقامتها على قاعة ارينا الساعة 22ر16سا بتوقيت الجزائر.
في الوقت نفسه، نشرت وكالة الأنباء الجزائرية تقريراً عن أداء إيمان خليف في أولمبياد باريس 2024، مشيرة إلى أنها على بعد منازلة واحدة من منصة التتويج. وأكد التقرير أن إيمان خليف ستسعى لضمان أول ميدالية أولمبية لها في دورة الألعاب الأولمبية عند ملاقاتها لمنافستها الرومانية في الدور ربع النهائي.