شروين المهرة: خاص
شهدت مدينة عدن تظاهرات سلمية للمطالبة بكشف مصير عدد من المختفين قسرياً، وعلى رأسهم “عشال”. إلا أن هذه التظاهرات قوبلت بقمع شديد من قبل قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، حيث تم استخدام الرصاص الحي والقوة المفرطة لتفريق المتظاهرين السلميين.
وقدم الكاتب والناشط السياسي عادل الشجاع مقالا مفصلاً للأحداث الأخيرة في عدن، متوجهاً بانتقادات لاذعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، مستنكراً ما وصفه بـ “استغلال المجلس الانتقالي للتفويض الشعبي لقتل المواطنين”.
وقال الشجاع: “لقد شاهدنا بأعيننا كيف استخدم المجلس الانتقالي الرصاص الحي والقوة الغاشمة لتفريق المتظاهرين السلميين الذين خرجوا للمطالبة بحقوقهم المشروعة.”
وقارن الشجاع بين ما يحدث في عدن وبين الممارسات في الدول المتحضرة، قائلاً: “لا يمكن أن نجد في أي دولة متحضرة أن يتم قمع المتظاهرين السلميين بهذه الوحشية، لأنهم يطالبون بتجسيد القانون، ولكن مليشيا الانتقالي قمعت المتظاهرين وجرمت فعالياتهم.
انتقد الكاتب غياب الدولة وحكومتها عن حماية المواطنين، متهماً إياها بالتخاذل وترك المجال مفتوحاً أمام مليشيات لا تعترف بالقانون ولا بحق المواطن في الحياة للتصرف بحرية.
مليونية عشال تكشف الوجه القبيح للانتقالي.. كيف عبر الناشطون عن القمع الوحشي؟
كما انتقد الشجاع الحاكم في عدن، قائلاً: “لو كان الحاكم إنسانًا متحضرًا، لما سمح باعتقال مواطن وإخفائه قسريًا، ولما أعطى أوامر بقمع المحتجين باستخدام الرصاص الحي والهراوات. في الوضع الطبيعي، يجب أن تكون هناك شرطة تحمي المتظاهرين وتضمن سلامتهم، وتستخدم وسائل غير قاتلة لتفريق المتظاهرين إذا لزم الأمر.”
وأشار الشجاع إلى أن عيدروس الزبيدي وقيادات المجلس الانتقالي استغلوا التفويض الذي منحهم إياه المواطنون، واستخدموه لقمع وقتل من يتظاهر ضدهم.
وأوضح أن هذا التصرف يعكس عدم وجود قوانين تجرمهم أو رأي عام يناصحهم ويخطئهم. وأضاف أن الزبيدي محمي بأبناء منطقته الذين يرون أن المطالبة بإنفاذ القانون تقوض سلطتهم.
وأكد الشجاع أن العنف والضرب والسحل والقتل الذي يجري في عدن ليس نتيجة للاحتجاجات، بل هو نتيجة لتصرفات مليشيا الانتقالي. ودعا إلى تقديم المجرمين للمحاكمة كونهم الفاعلين الحقيقيين، وليس المتظاهرين الذين هم ضحية للجريمة التي ارتكبت بحق المخفي عشال.
واختتم الشجاع بقوله: “يُحسب لأبناء المحافظات الجنوبية أنهم ثاروا في وجه مليشيا الانتقالي التي ارتكبت كل الجرائم تحت ذريعة استعادة الدولة، ويجب على أبناء المحافظات الشمالية أن يحذوا حذو إخوانهم في الجنوب ويزحفوا ضد مليشيا الحوثي لإسقاطها، فإن العصابات لا تخلف إلا جرائم ضد الإنسانية.”
الانتقالي استغل تفويضه من المواطنين فسعى لقتلهم