شروين المهرة: سلمان الربيعي
تعرض الصحفي محمد دبوان المياحي للاختطاف من قبل عناصر مسلحة تابعة لجماعة الحوثي في صنعاء في صباح يوم الجمعة، 20 سبتمبر، مما أثار ردود فعل واسعة مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الصحفيين والنشطاء، حيث عبّر العديد منهم عن قلقهم بشأن سلامة المياحي ودعوا إلى إطلاق سراحه.
جاء هذا الاختطاف على خلفية انتقادات وجهها لزعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، في منشوره، عبّر المياحي عن حزنه الشديد تجاه الوضع الراهن في اليمن، حيث قال: “عدتُ الآن من ميدان السبعين، حزين لمآل هذا الشعب. شعرت بمعنى الكارثة، وجهًا لوجه أمام الرذيلة بصورتها الحيّة والمُكتملة.” واعتبر أن الخطاب الحوثي يستغل غرائز الناس ويغذي مشاعر القوة والتفوق لديهم، مما يؤدي إلى إضعاف تفكيرهم وإحساسهم بذاتهم.
وعن مخاوفه من تأثير الخطاب الحوثي على النفوس، قال المياحي: “عشر سنوات يتلقّى الناس فيها هذه اللغة المُهينة؛ تكفي لتُحوّل البشر لحيوانات مُكتملة.”
كما دعا المياحي إلى ضرورة المقاومة وعدم التكيف مع الوضع الراهن، مشددًا على أن “المهم هو ألا تُهادنوهم قط.” وأكد على ضرورة الحفاظ على رفض داخلي تجاه جماعة الحوثي، محذرًا من أن الفشل في التصدي لهذا الخطاب السلالي يمكن أن يؤدي إلى “تربية الوحوش” التي تشكل خطرًا على المجتمع.
الجدير بالذكر “أن صفحة المياحي على فيسبوك تم اغلاقها بعد اختطافه بساعات.
وأعرب العديد من الصحفيين والنشطاء عن تضامنهم مع المياحي، حيث كتبت الصحفية إلهام عامر على صفحتها على فيسبوك: “الساعة السادسة صباحا طقم مدجج بالمسلحين والزينبيات المسلحات اقتحموا شقته واخذوه واخذوا كل اجهزته وغلقوا على اسرته بالمفتاح. الحرية للزميل محمد دبوان المياحي”.
الناشط راشد معروف كتب في منشور له: “ذهب للاحتفال معهم وشاهد كل الخرافات بعينه، ثم كتب مقاله الأخير الذي مسح بكرامتهم الأرض. ولهذا السبب أوجعهم المنشور، فقامت العناصر المسلحة باعتقاله اليوم.”
وأضاف معروف: “محمد المياحي هو رجل حر وجمهوري، مناضل من الطراز الأول. كلمات التضامن معك لا تكفي، وسيخلد التاريخ اسمك في قائمة الثوار الأحرار الرافضين للكهنوت. بينما انبطحت قبائل ومشائخ الطوق وخضعوا للذل والهوان، رفضت أنت الظلم والفساد والخزعبلات، وأبيت إلا أن تكون جمهورياً.”
واختتم معروف بتأكيده على شجاعة المياحي قائلاً: “كم أنت شجاع يا محمد، وكم نحن أقزام أمام شجاعتك ونضالك.”
الدكتور يحيى الأحمدي علق على الحادثة عبر صفحته على فيسبوك، حيث كتب: “ما أغبى عقول الطارئين، وأصحاب المشاريع الزائفة. كتب المياحي مقالاً فلم يصل إلى عشر أصدقائه ومتابعيه، فخرج المرتجفون الخائفون واقتحموا بيته واختطفوه ليطفئوا شعلة قوله.”
وأضاف الأحمدي: “إذا بمقاله يطوف الأرض ويقنع كل ذي عقل. كل مشروع قصير مرتعش مذنب، يلجأ صاحبه للتشهير بنفسه وتسويق قبحه وعجزه هو مشروع عدمي منتهي الصلاحية.”
وتساءل الناشط عمر النهمي عن عدد الاعتقالات التي ستقوم بها جماعة الحوثي، مشيرًا إلى أن الجميع يكرههم بقدر كرههم للصحفي محمد دبوان المياحي. وكتب النهمي: “محمد المياحي أكثر جرأة، وسيأتي يوم يتحول فيه الشعب كله إلى مياحي.” وأكد على ضرورة الإفراج عن المياحي قائلاً: “الحرية للمناضل محمد المياحي.”
وأعربت الناشطة في مجال حقوق الإنسان رضية المتوكل عن استنكارها لحملة الاعتقالات الجديدة التي تشنها جماعة أنصار الله (الحوثيين)، والتي تشمل احتجاز الكاتب الصحفي محمد دبوان المياحي. وكتبت: “بدلاً من الإفراج عن المحتجزين تعسفياً، تقوم الجماعة بحملة جديدة، وهذا يعكس هشاشة السلطة القائمة.” وأكدت أن “وجع الناس يتضاعف كل يوم، وهذه الاعتقالات لن تزيده إلا سخطًا، ولن تتمكنوا من اعتقال شعب كامل.” دعت الناشطة إلى وقف هذه الممارسات الجنونية والإفراج عن المعتقلين.
في تعبير عن دعمه للصحفي محمد المياحي، كتب الشاعر عامر السعيدي: “كلمة تهزم جيشًا، فكيف إذا كان قائلها هو محمد المياحي.” وأكد على أهمية حرية المياحي قائلاً: “لك الحرية يا صاحبي العنيد.”