شروين المهرة: غرفة الأخبار
كشفت ورقة تحليلية صادرة عن مركز المخا للدراسات الاستراتيجية عن تنامي التعاون العسكري بين روسيا وجماعة الحوثي، في تحول استراتيجي يعكس رغبة موسكو في استخدام الجماعة كأداة لتعزيز نفوذها الإقليمي، ومواجهة الضغوط الغربية المتزايدة بسبب الحرب في أوكرانيا.
وبحسب الورقة، فإن روسيا لا تكتفي بالدعم السياسي للحوثيين، بل تعمل على توفير تقنيات عسكرية متطورة، مع مؤشرات على تهريب أسلحة روسية متطورة تشمل صواريخ موجهة وبنادق هجومية، وسط تكتم رسمي من الجانبين. وتبرز الورقة أن هذا التعاون يأتي ضمن استراتيجية أوسع تشمل تحالفًا متناميًا مع إيران، حيث تستخدم موسكو الحوثيين كأداة لتعطيل الممرات البحرية في البحر الأحمر، مما يضر بالمصالح الغربية ويفتح مجالًا لموسكو لتعزيز دورها الجيوسياسي.
كما تحذر الورقة من أن هذا التحول قد يؤدي إلى توتر العلاقات الروسية الخليجية، خاصة مع السعودية، التي قد تعيد النظر في تعاونها مع موسكو في ملفات الطاقة، في ظل تصاعد الهجمات الحوثية على الملاحة الدولية. وتشير الورقة إلى أن روسيا تستغل الأوضاع المتوترة لطرح بدائل لوجستية، مثل ممر “شمال-جنوب” مع إيران، لتعويض أي خسائر اقتصادية ناتجة عن العقوبات الغربية.
وتؤكد الورقة أن الدعم الروسي المتزايد للحوثيين يعكس تحولًا من سياسة “الحياد الدبلوماسي” إلى دعم مباشر، ما يعزز تعقيدات المشهد الإقليمي، ويهدد استقرار المنطقة وسط سباق نفوذ دولي متسارع.