شروين المهرة:
حاورته: روان البقمي
استضاف نادي الرواية الأولى، في لقائه السادس، الكاتب محمد الأحمدي، ضمن سلسلة اللقاءات الأدبية التي ينظمها النادي لدعم الكتّاب وتسليط الضوء على أعمالهم. وقد أجرت الحوار الصحفية وعضو النادي روان البقمي، التي أدارت اللقاء بأسلوب مميز، وناقشت خلاله جوانب متعددة من تجربة الكاتب الأدبية وأهم سمات روايته الأولى
محمد الأحمدي كاتب واعد يتمتع بأسلوب سردي فريد، وهو كاتب قصص قصيرة ومؤلف رواية رؤى، التي وصفها بأنها “ستكون أسطورة الرواية السعودية”.
الحوار:
– أهلاً وسهلاً بك أستاذ محمد!
يا مرحبا، حياك الله أ. روان.
1- من هو محمد الأحمدي في سطور؟
محمد الأحمدي، أو “محمد يكتب” على مواقع التواصل، كاتب وراوي قصص سعودي. أقدّم محتوى قصصيًا وفنيًا عبر منصات التواصل الاجتماعي.
2- ما الذي ألهمك لكتابة رواية رؤى؟ وهل هناك أحداث شخصية في القصة؟
بطبيعة الحال، الإلهام لدى الكتّاب يأتي من الحياة المحيطة بهم، بغض النظر عن نوعها. كل المشاهد التي مرّت عليّ أثناء كتابة رؤى كانت ملهمة، من شخصية مديري في العمل التي تطوّرت لتصبح شخصية “عادل”، إلى كلمة سمعتها في معرض الكتاب وتحولت إلى مشهد كامل.
3- ما الرسالة الأساسية التي أردت إيصالها من خلال الرواية؟
أعتقد أن التصريح بالرسالة يقتل العمل، خاصة أنه لم يُكمل عامًا منذ صدوره. ربما سأجيب عن هذا السؤال بعد خمسين عامًا، عندما تتحول رؤى إلى رواية سعودية أسطورية.
4- كيف طوّرت شخصيات الرواية؟ وهل هناك شخصية قريبة منك؟
شخصيات رؤى مرت بعدة تحولات. مثلًا، شخصية “حمد الولد” كانت في الأصل شخصيتان مختلفتان، ثم دمجتهما لأنهما تؤديان نفس الغرض. بالنسبة لي، التطوير يأتي من حسن الإنصات، خاصة للشخصيات. الكاتب لا يتحكم بشخصياته، بل هي من تقوده، وهو مجرد منصت. المنصت الجيد كاتب جيد يعرف شخصياته ويجيد تجسيدها.
5- كيف كانت تجربتك في كتابة الرواية؟ وما أبرز التحديات التي واجهتك؟
تجربة مذهلة. الكتابة مخاض مليء بالأيام الصعبة المرهقة. أحيانًا تشعر أن نهاية حياتك أقرب من نهاية القصة، ولكن عندما تكتمل الرواية بالطريقة المناسبة، تنسى كل التعب ويتحوّل إلى ذكرى رائعة.
6- هل لديك طقوس معينة أثناء الكتابة؟
لدي طقوس، لكنها متغيرة، حتى لا أقيّد الكتابة بعادات قد لا تكون متاحة دائمًا. مثلًا، في النصف الأخير من رؤى، كنت أكتب في مقهى قريب من المنزل في أوقات متأخرة من الليل، بينما في روايتي الحالية لا أكتب إلا على سريري، والقهوة مقترح اختياري.
7- هل تعمل على مشاريع أدبية جديدة؟
نعم، أعمل حاليًا على رواية أسطورة الرجل الكبريتي، وهي رواية غموض وتشويق.
8- كيف ترى تطور الأدب العربي؟ وما نصيحتك للكتّاب الصاعدين؟
نصيحتي: اكتبوا.
9- كيف كان تفاعل القرّاء مع الرواية؟ وهل هناك تعليق أثر فيك؟
التفاعل كان جيدًا والحمد لله. أعتقد أن الرواية حققت الهدف الذي كنت أرجوه من ناحية الانطباعات والآراء. أكثر تعليق أثّر فيّ كان من قارئة صوّرت فقرة من الرواية وكتبت لي رسالة مطوّلة عن تأثرها وبكائها بسبب استشعارها للمشهد. والطريف أن تعليقًا مؤثرًا آخر جاء من قرّاء استمتعوا بالحوارات وضحكوا منها. يا أبيض يا أسود!
10- إذا كان بإمكانك تعديل شيء في الرواية، ماذا سيكون؟
لن أعدّل شيئًا، ولن أفكر بالسؤال أكثر من هذا الحد حتى لا تبدأ التعديلات بالظهور في ذهني.
11- ما الذي يلهمك للاستمرار في الكتابة؟ وكيف تحافظ على شغفك؟
أظن أن “المعنى” هو الجواب الأدق. الكتابة تجهدني، أحيانًا تحزنني، وأحيانًا تسعدني، لكنها لا تغيب عني. ربما لأنني أشعر أنني أعيش حقًا حين أكتب أكثر من أي نشاط آخر.
12- متى بدأت الكتابة؟ ومتى أدركت أنك تريد أن تصبح كاتبًا؟
بدأت بالتخيّل منذ الطفولة، مثل أغلب الأطفال. كنت أشاهد الرسوم المتحركة، وإذا لم تعجبني نهاياتها – وهذا حدث مع معظمها – أغيّر النهاية في عقلي. كذلك كنت أغير نهايات مباريات كرة القدم. الهلال، ريال مدريد، ومنتخب البرازيل فازوا بجميع البطولات في ذهني!
13- هل النهايات أصعب أم البدايات في الكتابة؟
النهايات. متى تعرف أن هذه هي النهاية؟ من الصعب جدًا تحديد ذلك. أما في البداية، فعادةً توجد لديك أحداث لاحقة تنير لك الطريق وتساعدك على اختيار البداية المناسبة.
14- هل تستطيع الكتابة في أي مكان؟
أحاول، والله. كتبت في أماكن كثيرة: الطائرة، القطار، بيتنا، بيوت الأصدقاء، المجلس، المطبخ، وحتى الصالة.
15- هل ترافقك الكتابة بعد مغادرة غرفة الكتابة؟
طبعًا. الكتابة ليست مجرد فقرة من اليوم، بل هي طريقة تفكير لا تغادر الكاتب.
16- ما هو الجزء الأصعب في كونك كاتبًا؟
الاختيار من بين طوفان الأفكار، والبقاء مع فكرة واحدة حتى تكتمل.
17- كيف ترى مبادرة نادي الرواية الأولى لدعم الكتّاب الجدد؟
مبادرة رائعة. نحن بحاجة ماسّة لمثل هذه المبادرات. من النادر أن تجد اهتمامًا بالكتّاب في بداياتهم، مع أنهم في هذه المرحلة يحتاجون إلى التوجيه، القراءة، وحتى النقد. ممتن لهذه المبادرة، وفخور بها، وآمل أن تستمر وتزدهر وتحقيق النجاح الذي تستحقه.
وفي ختام الحوار، نتمنى لك المزيد من التوفيق والخلود في عالم الأدب، على آمل لقائك مجددًا في نجاحات أخرى -بإذن الله-.