شروين المهرة:
في الجبال الوعرة على الحدود بين السعودية واليمن، سقط الشاب إياد، الذي لم يتجاوز العشرين من عمره. كان فارغ اليدين إلا من قنينة ماء وأفكار بسيطة عن النجاة، إذ قرر عبور هذه الجبال بحثًا عن لقمة العيش في الجارة السعودية.
قبل مغادرته، أخبر والدته أنه سينتظر حتى تهدأ الأوضاع في وطنه، لكنه لم يكن يدرك أنه لن يعود مرة أخرى. بعد رحلة شاقة ومرهقة، فقد إياد وعيه فجأة في الجبال، حيث عانى من حرارة الصيف القاسية والخذلان.
حاول رفاقه إحيائه، حيث قال أحدهم: “حاولنا رشّه بالماء ودعمه، لكنه استلقى دون حركة وهو ينظر إلى السماء.” وقد استمر هذا الوضع لساعات، بينما عجزوا عن إنقاذه. قرر جسده أن يستسلم بعد عناء طويل.
وبما أنهم لم يتمكنوا من حمل جثته، دفنوه في الجبل الذي لا يحمل اسمًا، وأهالوا عليه التراب. واصلوا السير، إذ أن الرحلة القاسية لا تتيح لهم التوقف أو البكاء طويلاً.
في قريته، كان والد إياد قد نجا من جلطة، بينما والدته تتلقى خبر فقدانه بوجع عميق. ينتظر العائلة شيئًا بسيطًا، أن يُعاد جسده ليدفن بطريقة تليق به، وأن يُكتب اسمه على قبره حتى لا يُنسى كما نُسي غيره.
إياد ليس مجرد فرد، بل يمثل مأساة اليمني الذي يعاني منذ سنوات. يدفن بعيدًا عن وطنه، دون شاهد أو عزاء.
وفي هذا السياق، يناشد ذوو إياد السفارة اليمنية في الرياض ووزارة المغتربين والخارجية، وكل من يعرف كيف يصل إلى مكانه، لمساعدتهم في إعادة جثته. يطلبون أن يُعطى إياد قبرًا هادئًا، كما يليق بشخصٍ حاول النجاة من الحرب والمجاعة.