شروين المهرة: غرفة الأخبار
تحل الذكرى السنوية للصحافة اليمنية هذا العام وسط ظروف استثنائية، حيث يواجه العاملون في المجال الإعلامي تحديات غير مسبوقة بعد عقد كامل من النزاع المسلح الذي أثر بشكل بالغ على حرية الإعلام وممارسة المهنة.
وأصدرت نقابة الصحفيين اليمنيين بياناً بمناسبة اليوم الوطني للصحافة، سلطت فيه الضوء على المعاناة اليومية للعاملين في القطاع الإعلامي، الذين واجهوا خلال السنوات العشر الماضية سلسلة من الانتهاكات الجسيمة تتراوح بين القتل والاعتقال التعسفي والملاحقة الأمنية.
وأشار البيان إلى تسجيل أكثر من ألفي انتهاك ضد حرية الصحافة خلال فترة الحرب، منها 46 جريمة قتل بحق صحفيين، بينما يعاني المئات من زملائهم من التشريد وفقدان مصادر الرزق بعد إغلاق العديد من المؤسسات الإعلامية.
ولفتت النقابة إلى الأزمة الإنسانية التي يعيشها الصحفيون في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، حيث توقف صرف رواتب العاملين في الإعلام الحكومي، مما أدى إلى تدهور أوضاعهم المعيشية بشكل كارثي.
وتطرق البيان إلى قضية الصحفيين المحتجزين، حيث ذكر أسماء تسعة زملاء لا يزالون رهن الاعتقال لدى جماعة الحوثي، بالإضافة إلى الصحفي ناصح شاكر الذي تحتجزه قوات الحزام الأمني في عدن منذ نوفمبر 2023.
وطالبت النقابة بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين الصحفيين، وإسقاط الأحكام الجائرة الصادرة بحق بعضهم، بما في ذلك أحكام الإعدام التي ما زالت مهددة لحياة عدد من الزملاء الذين أفرج عنهم سابقاً.
وشددت على ضرورة إعادة جميع الممتلكات المصادرة للمؤسسات الإعلامية، وإلغاء كافة القيود غير القانونية المفروضة على عمل الصحفيين، ووقف المضايقات القضائية التي تستهدف العاملين في المجال الإعلامي.
ودعت النقابة الحكومة المعترف بها دولياً إلى فتح تحقيقات شفافة في جميع الانتهاكات التي طالت الصحفيين، ومحاسبة المتورطين في هذه الجرائم، مع التأكيد على أهمية توفير بيئة عمل آمنة للصحفيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
كما طالبت الجهات المعنية بحل مشكلة المتأخرات المالية للعاملين في الإعلام الرسمي، وخصوصاً في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، حيث يعاني الصحفيون من انقطاع الرواتب منذ سنوات.
واختتم البيان بالتأكيد على المطالبة بإعادة مقر النقابة الرئيسي في عدن بعد استيلاء عناصر تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي عليه، مع الدعوة لرفع القيود الأمنية عن العمل الصحفي وإعادة جميع المقرات الإعلامية المصادرة.
وأعربت النقابة عن تقديرها لتضحيات الصحفيين اليمنيين الذين دفعوا ثمناً باهظاً في سبيل إيصال الحقيقة، كما نعت شهداء المهنة الذين سقطوا خلال سنوات الحرب، مؤكدة على استمرار النضال من أجل حرية الإعلام وحق المجتمع في المعرفة.