تقارير

هل يمتلك “الحوثي” صواريخ عابرة للمحيطات لمهاجمة السفن المتجهة إلى رأس الرجاء الصالح؟

شروين المهرة: متابعة خاصة

شكك خبراء عسكريون في إمكانية امتلاك جماعة الحوثي، لصواريخ “فرط صوتية”، قادرة على تهديد الملاحة الدولية في المحيد الهندي، كما روجت لذلك وسائل إعلام روسية.

والأسبوع الماضي، هدد زعيم الحوثيين “عبدالملك الحوثي”، في خطاب متلفز، بمنع عبور “السفن المرتبطة بإسرائيل” من المحيط الهندي إلى رأس الرجاء الصالح.

وجاءت تهديدات الحوثي، بعد يوم واحد من نشر وكالة “نوفوستي” الروسية، خبراً عن إجراء الحوثيين تجربة لصاروخ “فرط صوتي”، يمكن أن تصل سرعته إلى 10 آلاف كم في الساعة، ويعمل بالوقود الصلب.

غير أن خبراء يمنيون في الشؤون العسكرية، اعتبروا ترويج الإعلام الروسي لامتلاك الحوثيين صواريخ “فرط صوتية”، رسالة روسية للغرب، مفادها بأنّ مسكو متواجدة في المنصّة اليمنية.

وقال الخبير العسكري اليمني، العقيد وضاح العوبلي، لـ”النهار العربي”، إن الترويج لامتلاك الحوثيين هذا النوع المتطور من الصواريخ، تزامن مع الإعلان عن المشاورات السرّية الأميركية الإيرانية الأخيرة في سلطنة عمان، للتأكيد بأن جماعة الحوثي أصبحت أداة منخرطة في صراع دولي أوسع، ولم تعد تتبع إيران فقط”.

وأكد العوبلي “أن إنتاج مثل هذه التقنيات والأسلحة المتعلقة بها يتطلّب وجود بنية تحتية مكلفة على كافة المستويات علمياً وتقنياً وميكانيكياً، وهو بالتأكيد ما لا يتوفر لدى جماعة الحوثي، بل لا يتوفر لدى دول قائمة في المنطقة لها اقتصاديات ضخمة وأفاق مفتوحة”.

من جانبه، قال الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية علي الذهب، “انّ الحوثيين لا يستطيعون إدارة هذه الأسلحة بمفردهم، لأنّهم لا يملكون استدامة إنتاجها ولا الحفاظ على هذه التقنية، لذا فهذه الأسلحة ستكون برعاية الدول التي أمدتهم بها، وفق ما ذكرت صحيفة “النهار العربي”.

وأشار الذهب إلى أنّ “أطرافاً دوليين يناصبوا الولايات المتحدة وبريطانيا العداء، ولديهم الاستعداد الكامل لمنح الحوثيين فرصة المواجهة مع واشنطن، وأن يُنسب للحوثيين هذه المواجهة”.

ويختتم الذهب حديثه بالقول: “يريد الحوثي تعزيز فكرة أنّ المواجهة في البحر الاحمر وخليج عدن مرتبطة بما يجري في غزة، لكن الحقيقة أنّ بعض خصوم أمريكا وبريطانيا وجدوا في الحوثيين فرصة للنيل من خصومهم، سواءً بإمدادهم بالأسلحة أو الذخائر أو تبادل المعلومات، فالحوثيون لا يخوضون المعركة وحدهم”.

ويؤكد المحلل العسكري اليمني، العميد ثابت حسين صالح، استحالة تهديد الملاحة الدولية بصواريخ ومسيرات الحوثيين.

ونقلت “النهار العربي” عن ثابت القول: “عسكرياً، لا أعتقد أنّ بإمكان القوات الحوثية بتسليحها المتوفر حالياً، منع السفن التجارية من المرور عبر طريق رأس الرجاء الصالح، ناهيك عن الوصول إلى مضيق جبل طارق الذي يبعد آلاف الكيلومترات عن مواقع صواريخ الحوثيين وطائراتهم المسيّرة”.

ويشير إلى أنّ أسلحة الحوثيين لم تتمكن من منع مرور كل السفن عبر البحر الأحمر، ولم تسيطر على مضيق باب المندب. لافتا إلى أن “التهديدات الحوثية تطال فقط السواحل التي يسيطر عليها الحوثيون في البحر الأحمر، أو التي تصلها نيران صواريخهم في خليج عدن”.

في غضون ذلك، حذر المبعوث الأممي لدى اليمن “هانس غروندبرغ” في إحاطة لمجلس الأمن الدولي، الخميس، مما وصفه بـ “السيناريو الأسوأ لتداعيات الصراع في البحر الأحمر”، مؤكدا أن عملية السلام في اليمن أصبحت أكثر تعقيدًا من ذي قبل، في ظل التأثيرات الإقليمية لحرب غزة، وتداعيات الصراع في البحر الأحمر.

والاثنين 12 مارس، بحثت جلسة مباحثات إيرانية – روسية في طهران، تداعيات الصراع في البحر الأحمر، ومخاطر الهجمات الأمريكية البريطانية على جهود السلام في اليمن، وفق ما ذكرت وذكرت وكالة “مهر” الإيرانية.

ومنذ مطلع العام الجاري، يشن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن غارات تستهدف مواقع للحوثيين في مناطق مختلفة من اليمن، ردا على هجماتها في البحر الأحمر.

وتنفذ جماعة الحوثي، منذ 19 نوفمبر، هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر، تقول إن لها صلة بإسرائيل، أو متجهة إليها أو قادمة منها، ردًا على الحرب الدائرة في قطاع غزة.

وفي فبراير المنصرم، أطلق الاتحاد الأوروبي، عملية “حارس الازدهار” لحماية الملاحة في البحر الأحمر.

تابعوا شروين المهرة على شروين المهرة

إقرأ أيضاً

تقرير يسلط الضوء على محنة ترحيل المهاجرين اليمنيين في ألمانيا ومخاطر عبورهم نحو المملكة المتحدة

المحرر

تحركات مشبوهة لضباط سعوديين مع شخصيات متطرفة بمحافظة المهرة والقبائل تحذر

المحرر

قنابل البعوض البلازمودية التي دافعت عن سقطرى منذ فجر التاريخ ضد الغزاة الأجانب

المحرر

الإمارات تغرق سقطرى في مستنقع الأزمات وتضغط على أدواتها لمطاردة شيوخ القبائل

المحرر

حملة إلكترونية واسعة احتفاء باللغة المهرية وتاريخها العريق

المحرر

مأرب… العرادة يؤكد على  بناء جيش وطني قوي يمثل ركيزة أساسية لاستقرار الدولة واستعادة مؤسساتها

ماريا