شروين المهرة: خاص
أعربت منظمة أطباء بلا حدود، عن قلقها البالغ إزاء ارتفاع مستوى سوء التغذية بين الأمهات في اليمن خلال العامين الماضيتين، خاصة في محافظتي حجة والحديدة الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي (شمال وغرب اليمن).
وقالت المنظمة في تقرير لها، إن “أعداد النساء اللواتي يعانين من سوء التغذية مستمرة في الارتفاع في اليمن، بعد أكثر من عقد من الصراع والأزمة الاقتصادية ومعدلات التضخم المرتفعة وانخفاض توزيع المساعدات الغذائية”.
وذكر التقرير أن 68 في المئة من النساء اللاتي أُدخلن إلى قسم الولادة في مستشفى عبس (شمال اليمن) خلال الشهرين الماضيين، يعانين من سوء التغذية.
وهي نسبة “مهولة” للإصابة بسوء التغذية خلال شهرين فقط، وفقا للتقرير، مقارنة بالأعوام الماضية، حيث تراوحت نسبة الإصابة بين 51 في المئة و64 في المئة خلال عامي (2021 – 2022)، في ذات المشفى الذي تدعمه “أطباء بلا حدود”.
وأشار التقرير إلى إن الصورة مماثلة في محافظة الحديدة المجاورة لحجة، ففي مستشفى القناوص للأم والطفل الذي تدعمه “أطباء بلا حدود” في المحافظة، كانت النساء اللاتي يعانين من سوء التغذية في عام 2023، يمثلن ما نسبته 47%، غير أن هذه النسبة ارتفعت إلى 49% في فبراير 2024.
وأكد، “أنّ محدودية الحصول على الرعاية الطبية في اليمن، يؤثر على حصول النساء الحوامل على رعاية ما قبل الولادة وبعدها، ممّا يؤدي إلى عدم اكتشاف العلامات المبكرة لسوء التغذية”.
وأوضح التقرير أن الإصابة بسوء التغذية بين الأمهات يؤثر على الأطفال أيضاً، إذ أن “ولادة الأمهات اللاتي يعانين من سوء التغذية يمثل خطراً واضحاً لجعل أطفالهن عرضة لسوء التغذية، حيث كان 24% من جميع المقبولين في عام 2023 أطفالاً تقل أعمارهم عن ستة أشهر”، وفق برنامج التغذية التابع للمنظمة في عبس بمحافظة حجة.
وشددت أطباء بلا حدود، على “ضرورة سد الفجوات الحرجة في برامج التغذية والمساعدة الغذائية، لمعالجة مشكلة سوء التغذية بين الأمهات والأطفال في اليمن”. لافتة إلى أن الرضاعة غير الطبيعية تضاعف أيضا من خطر سوء التغذية بين الأطفال والمضاعفات المرتبطة به.
وأكدت “أن استمرار الصراع وتفاقم الأزمة الاقتصادية، وتدهور القوة الشرائية، وتناقص توزيع المساعدات الغذائية، بما فيها تعليقها في شمال البلاد، ومحدودية الحصول على الرعاية الصحية الأساسية، كل هذه الأسباب تؤدي إلى تفاقم أزمة سوء التغذية في اليمن.
وجددت أطباء بلا حدود التأكيد على ضرورة “التركيز على الفئات الأشد حاجة، وتحديدًا الأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل والأمهات الجدد”، مؤكدة في ذات السياق على أهمية “زيادة وعي الأمهات حول أهمية الرضاعة الطبيعية، للتقليل من مخاطر سوء التغذية والمضاعفات المرتبطة به”.
