أرض مهرةمقالات

لماذا تعد لجنة الاعتصام صمام أمان للمهرة واليمن؟

توفيق أحمد

ظلت محافظة المهرة منذ اندلاع الحرب في العام 2015، بعيدة عن الصراع المسلح، إلا أن ذلك السكون لم يدم طويلا حتى اخترقت ذلك الهدوء التحشيدات العسكرية السعودية في نهاية العام 2017 م

ومع وصول القوات السعودية معززة بآليات عسكرية ضخمة إلى محافظة المهرة، في نوفمبر 2017، تحرك عدد من الوجهاء والمسؤولين لرفض ذلك التواجد بالتزامن مع الأخبار السيئة القادمة من عدن والمكلا، حيث الحديث عن السجون السرية وتعطيل مؤسسات الدولة والمطارات وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، مع إنشاء مليشيات خارج الأطر الرسمية.

أعطت السعودية تطمينات للسلطات المحلية وزعماء القبائل بالمهرة في أن حضورها في المحافظة ينحصر في تقديم الدعم وتعزيز الأمن ومكافحة التهريب، وعلى ضوء ذلك توسم المهربون خيرا من ذلك الحضور للمملكة.

لم يمض سوى أشهر، حتى بدأت الأطماع تتكشف للتواجد السعودي بالمهرة، الأمر الذي دفع بزعماء وجهاء المحافظة، إلى إنشاء حركة سلمية لمناهضة تصاعد الحضور العسكري للرياض والسيطرة على المرافق الحيوية والسيادية في المحافظة، وفي مقدمتها مطار الغيضة الدولي وميناء نشطون ومنفذي صرفيت وشحن الحدوديين مع سلطنة عمان.

وفي مايو من العام 2018، جرى الإعلان عن تشكيل لجنة الاعتصام السلمي لأبناء المهرة، لتكون واجهة للنضال السلمي والتصدي لأطماع السعودية والإماراتية في المهرة والمطالبة برحيل قواتها.

وفي 25 يونيو 2018 خرج المئات من أبناء المهرة إلى الساحات بمدينة الغيضة عاصمة المحافظة لإعلان اعتصامهم المفتوح الرافض للتواجد السعودي والمشاريع التي تهدف تمزيق النسيج الاجتماعي وتفكيك التماسك القبلي.

ومن ذلك الحين حملت لجنة الاعتصام على عاقتها أهدافا تمحورت حول الدفاع على السيادة والوطنية وحماية مؤسسات الدولة اليمنية وممارسة مهامها وفق النظام والقانون.

حيث كان لها الدور الأبرز، في توحيد صف المهرة، في الساحل والصحراء لمواجهة مخططات الاحتلال السعودي الإماراتي منذ الوهلة الأولى.

لقد ‏مثلت لجنة الاعتصام السلمي مشروعا وطنيا جامعا في المهرة التف حوله جميع أحرار المهرة بل أيده أحرار اليمن قاطبة كمشروع حامل لتطلعات الشعب اليمني بالأمن والاستقرار وإقامة علاقات أخوية ودية مع كل الأشقاء دون المساس بالسيادة اليمنية وكرامة اليمنيين.

ومنذ انطلاقها قبل خمسة أعوام دأبت لجنة اعتصام المهرة، على تنظيم المظاهرات والوقفات الاحتجاجية السلمية المطالبة برحيل القوات السعودية وكشف حقيقة التواجد العسكري الكثيف للرياض.

وقبل مجيء القوات السعودية للمهرة، كانت حليفتها الإمارات قد حاولت مد نفوذها في المحافظة تحت غطاء الهلال الأحمر الإماراتي وشروعها في تشكيل مليشيات غلى غرار الأحزمة والنخب، إلا أن تلك المخططات بددها وعي المجتمع المهري وتمكنها في الحفاظ على مؤسسات الدولة الرسمية.

وأمام تصاعد الرفض للتواجد السعودي بالمهرة، مضت الرياض في إحكام قبضتها على المحافظة التي تراه المكان المناسب لمد أنبوب النفطي إلى بحر العرب

ومع ارتفاع وتيرة الرفض الشعبي، فشلت السعودية في شراء ولاءات زعماء القبائل رغم الإغراءات الكبيرة، وهو الأمر الذي جعل الرياض تستخدم لغة الترهيب والقوة عبر استخدامها الطيران الحربي أكثر من مرة في مواجهة القبائل الرافضة لمشاريعها التوسعية التي تقوض مؤسسات الدولة.

الحراك الشعبي بالمهرة بقيادة الشيخ علي سالم الحريزي مثل الشرارة الأولى التي كشفت أطماع التحالف السعودي الإماراتي في اليمن بشكل عام والمهرة على وجه الخصوص وكان لهم السبق في تصدر المشهد ضد التواجد السعودي والإماراتي في اليمن والمهرة.

كما أن خروج أبناء محافظة المهرة للساحات أظهر للعالم وكل اليمنيين أطماع التحالف في اليمن وانحرافه عن مساره وزعمه في إعادة الشرعية، وأظهر حقيقته المتمثلة في محاربة الشرعية وتوسع نفوذه وأطماعه.

وشهدت لجنة الاعتصام التفافا غير مسبوق حولها من كل أبناء المهرة الذين يرون أن تواجد السعودي يعد احتلالا من أجل أطماع خاصة

الحراك الشعبي في المهرة المتمثل بلجنة الاعتصام نجح في فضح حقيقة التواجد السعودي في المحافظة الذي جاء لتحقيق أهداف استراتيجية خاصة بالمملكة، وليس كما تزعم من أجل محاربة الحوثي والتهريب الذي أصبح اليوم شماعة

حيث أصبح الحراك السلمي في المهرة يحتل مكانة خاصة لدى المجتمع المهري على وجه الخصوص ولدى كافة الأحرار في اليمن.

فنضال لجنة اعتصام المهرة يمثل اليوم نموذجا تحرريا بما تبناه من قضايا وما حققه من مسار نضالي سلمي كسر حاجز الصمت والخوف.

لجنة الاعتصام بعد خمسة أعوام من انطلاقها حققت الكثير، وأمامها الكثير لتقدمه من خلال مسيرتها التحريرية الخامسة حتى تحقيق كافة المطالب الوطنية

التواجد السعودي والإماراتي في المهرة وسقطرى لم يكن له أي مبرر إطلاقا، فالتواجد السعودي الإماراتي والتوجه نحو الشرق وضع اليمنيين أمام حقيقة انحراف التحالف ووجود مشاريع وصاية واضحة.

والفضل يعود ل لجنة الاعتصام في إثارة هذه القضية والتركيز على المشاريع المرفوضة في اليمن.

فقد شكلت محافظة المهرة ولجنة الاعتصام منذ وقت مبكر، بارقة أمل حقيقية لجميع أحرار اليمن في الداخل والخارج، لاستعادة السيادة الوطنية المسلوبة، في ظل موجة التواطؤ والخيانة التي شهدتها الكثير من محافظات الجمهورية

وفي الأخير الجبهة الوطنية اليوم تتسع أكثر ولا تستهدف أحد أو أي دولة؛ بل تدافع عن كرامة واستقلال وسيادة البلد…

 

تابعوا شروين المهرة على شروين المهرة

إقرأ أيضاً

الحراك الثوري الجنوبي: نرفض أي تجنيد للمليشيات المتطرفة بالمهرة

المحرر

اعتصام المهرة تستنكر ممارسات أبوظبي وأدواتها في سقطرى

المحرر

لجنة الاعتصام تعلن رفضها القاطع لأي تشكيلات عسكرية وتحذر من المساس بأمن المهرة

المحرر

المهرة… تشكيل لجان مجتمعية في كافة المديريات لحماية المحافظة من مخططات الفوضى

ماريا

المهرة…تدشين بطولة التنس الثالثة لذوي الإعاقة

المحرر

المهرة..مكتب التربية يختتم البرنامج التدريبي للإدارات المدرسية لتحسين جودة التعليم

ماريا