شروين المهرة: متابعات خاصة
واجهت الولايات المتحدة وحلفاؤها صعوبات بالغة في وقف هجمات جماعة الحوثي على السفن في البحر الأحمر، وذلك على الرغم من تكثيف الجهود العسكرية واستخدام معدات متطورة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” في مارس 2024.
ووفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز” قال قائد الأسطول الصغير الأدميرال مارك ميغيز: “نحن نعلم أننا قلصنا بعضاً من قدراتهم، ولكن مع استمرار داعمي الحوثي في إيران في إرسال الأموال والأسلحة والمعلومات الاستخباراتية، بما في ذلك من سفينة تجسس تبحر على بعد مئات الأميال من “أيزنهاور” خارج البحر الأحمر، فإنه لا يتوقع موعداً محدداً لإنجاز هذه المهمة، بحسب “نيويورك تايمز”
وأوضح ميغيز، بأن بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على بدء عملية تأمين بحرية كبيرة، أمام الولايات المتحدة وحلفائها الكثير مما يتعين عليهم القيام به، مشيراً إلى أن تباطؤ هجمات الحوثيين والتحول من الهجمات بصواريخ كروز إلى الطائرات المسيرة الأقل خطورة كدليل على أن العملية (العسكرية الأميركية البريطانية) تنهك الجماعة. لكن ذلك لم يطمئن شركات الشحن.
وتسببت هجمات جماعة الحوثي في انخفاض كبير في عدد السفن التي تعبر البحر الأحمر، حيث وصلت نسبة الانخفاض إلى 70% تقريباً، كما تراجعت حركة نقل الحاويات بنسبة 90%، وتوقفت ناقلات الغاز عن العبور، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الشحن البحري بشكل كبير، كما أشارت “رويترز”.
وعزيت صعوبة مهمة حماية البحر الأحمر إلى عدة عوامل، أهمها استمرار دعم إيران للحوثيين بالأموال والأسلحة والمعلومات الاستخباراتية، وفقًا لمسؤولين أمريكيين تحدثوا لـ”نيويورك تايمز”.
كما واجه الحلفاء صعوبة في تحديد هوية السفن المستهدفة، مما أدى إلى استهداف سفن مدنية، مثل ناقلة نفط صينية أصيبت بصاروخ في مارس 2024، حسب “رويترز”.
وأظهرت جماعة الحوثي قدرتها على التكيف مع الضغوطات العسكرية واستخدام أساليب جديدة للهجوم، مثل إطلاق الطائرات المسيرة على ارتفاع منخفض فوق سطح البحر لتجنب اكتشافها، كما ذكرت “نيويورك تايمز”.
وأظهرت الولايات المتحدة وحلفاؤها عدم رغبة في تصعيد الصراع، خشية من توسيع نطاقه ووقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة، وفقًا لمسؤولين غربيين تحدثوا لـ”رويترز”.
وبقيت مهمة حماية البحر الأحمر “لا تحتمل الفشل” في ظل استمرار التحديات والأخطار، بينما استفادت إيران من الصراع من خلال توسيع نفوذها في المنطقة، وأثبتت جماعة الحوثي أنها فاعل إقليمي مهم وفعال.
وأشارت توقعات إلى استمرار لعبة القط والفأر بين الحلفاء وجماعة الحوثي لفترة طويلة، مع احتمالية تصعيد رد الولايات المتحدة إذا تعرضت سفنها الحربية لهجمات أسفرت عن مقتل جنود.
ويعد هذا الفشل علامة فارقة في تاريخ الصراعات الدولية، والتي تظهر حدود القوة العسكرية في مواجهة إرادة شعبية مصممة على تحقيق أهدافها.