شروين المهرة: رصد خاص
جدد اليمنيون، اليوم الثلاثاء، تمسكهم بوحدة البلاد كمشروع وحلم رغم كل الأخطار التي تهددها.
وجاءت الذكرى 34 لتحقيق الوحدة اليمنية التي جمعت بين شطري الوطن في 22 مايو /أيار 1990، على وقع مجموعة من الأخطار والتحديات والمشاريع التي تحاول تفكيكه وانتزاعه من محيطه العربي.
وعلق المئات من اليمنيين على ذكرى الوحدة مؤكدين أنها بريئة مما لحق باليمن نتيجة الصراع على السلطة والمصالح.
وقال وزير الخارجية السابق، أبوبكر القربي إنه كان “الأمل أن يستعيد اليمن بالوحدة ألقه وتاريخه وتعزيز مكانته في العالم والانتصار لإرادته في التحرر والتنمية والاسهام في الحضارة الإنسانية لكن لازال الامل قائما”، مؤكداً في ذات الوقت أن الوحدة بريئة مما لحق باليمن نتيجة الصراع على السلطة والمصالح.
من جانبه أشار محافظ شبوة السابق محمد صالح بن عديو إلى أن الوحدة اليمنية تعرّضت لسوء الإدارة والإساءة الممنهجة، وقال: لكن هذا لايعني القبول بالذهاب صوب المجهول.
وقال بن عديو: نحن أمام جيلين من أبناء اليمن: جيل عايش مرحلة التشطير بما لها وعليها، وجيل نشأ في عهد الوحدة بما له وعليه وصولًا لحاضرنا الذي ارتفع فيه النَفَس الطائفي والمناطقي، وأُسقط الوطن في مستنقع الفوضى، وغياب الدولة.
وأضاف أن ذلك عزّز القناعة بأن كل المشاريع التي تسوّق لتكون بديلًا عن الوحدة والجمهورية بما فيها من استرجاع لكل مساويء الماضي والحاضر لا يمكنها خلق مشروع يحفظ لليمني حقه ومستقبله وكرامته.
من جانبه قال سفير اليمن لدى يونسكو محمد جميح: أعلم أن الكثيرين لا يحبذون الحديث عن الوحدة هذه الأيام، ناهيك عن القول إنها ظُلمت، وظُلمت كثيراً من الجميع، لكن الحقيقة التي نحاول التهرب منها هي أن كل ما نحن فيه اليوم هو من نتائج تفريطنا في وحدتنا.
وأضاف: قولوا لي ماذا جنينا من تدمير أواصر القربي بيننا؟، ماذا جنينا من تدمير وحدتنا؟، هل نحن اليوم في وضع أفضل مما كنّا عليه، بعد أن دمّرنا نسيجنا المجتمعي ووحدتنا السياسية، وخجلنا حتى من إحياء مناسباتها؟!.
وتابع: هل كان وضعنا أمس مع دولة الوحدة أفضل أم اليوم مع دول المليشيات؟.. الكل جنى على الوحدة: من استغلها أمس ومن يرفضها اليوم، ونحن اليوم بحاجة إلى مراجعة موقفنا وتصحيح أخطائنا بعد كل هذه الكوارث الناتجة عن تفريطنا في وحدة شعبنا، ويوماً بعد آخر يثبت لنا أن الوحدة هي طريق السلام، وأن الفرقة بوابة الحرب.
وقال: ظلمنا الوحدة وظلمنا أنفسنا، ولا مخرج لنا إلا بمراجعة الأخطاء، أخطاء دولة الوحدة وكوارث دول المليشيات.. ومن كان لديه اعتراض على هذا الطرح فليثبت – إن استطاع – أن وضعنا اليوم أفضل من وضعنا تحت قيادة دولة الوحدة، على الرغم من كل ما فيها من سلبيات.
واختتم بالقول: اسألوا اليمني البسيط غير المسيّس، أما المستفيدون والمؤدلجون والشعاراتيون فلهم بالطبع رأي مختلف.. انتهى الكلام.. كل عام وأنتم بخير.