شروين المهرة: غرفة الأخبار
تسبب الصراع المستمر في البحر الأحمر، الذي بدأ في نوفمبر 2023، في زيادة كبيرة في انبعاثات الكربون الناتجة عن شحن الحاويات البحرية. فقد أظهرت البيانات أن انبعاثات الكربون في هذا القطاع سجلت أعلى مستوى لها على الإطلاق في عام 2024، حيث ارتفعت بنسبة 14% لتصل إلى 240.6 مليون طن.
تعود هذه الزيادة الكبيرة إلى تغيير مسارات السفن، التي أصبحت تبحر لمسافات أطول حول رأس الرجاء الصالح بعد تصاعد الصراع في ديسمبر 2023. وقد صدرت هذه البيانات عن شركتي Xeneta النرويجية وMarine Benchmark السويدية.
حظيت السفن الكبيرة بحصة الأسد من هذه الزيادة، حيث بلغت انبعاثات السفن التي تتراوح سعتها بين 14,500 و20,000 وحدة مكافئة لعشرين قدمًا (TEUs) 24.2 مليون طن في 2024، بزيادة قدرها 7.3 مليون طن (43%) مقارنة بالعام السابق. كما زادت انبعاثات السفن التي تتجاوز سعتها 20,000 وحدة مكافئة لعشرين قدمًا بنسبة 35% لتصل إلى 19.6 مليون طن.
تُعزى هذه الزيادة القياسية في الانبعاثات إلى ارتفاع الطلب على النقل البحري، حيث زاد العمل في هذا القطاع بنسبة 18% في عام 2024. وقد استجاب الشاحنون للأزمة الناجمة عن الصراع من خلال تحميل الواردات مسبقًا.
تظهر البيانات أن زيادة الانبعاثات كانت متناسبة مع زيادة أعمال النقل، حيث شهدت السفن التي تتراوح سعتها بين 14,500 و20,000 وحدة مكافئة لعشرين قدمًا زيادة بنسبة 43% في كمية البضائع المنقولة، وهو ما يتماشى مع نمو الانبعاثات.
تشير التقارير إلى أن هذه الزيادة كانت مدعومة بنمو الأسطول بنسبة 26% بين ديسمبر 2023 وديسمبر 2024 للسفن التي تتراوح سعتها بين 14,500 و20,000 حاوية.
تأتي هذه البيانات كتحذير من التحديات الكبيرة التي تواجه قطاع الشحن، خاصة بعد الاجتماع الأخير للجنة حماية البيئة البحرية التابعة للمنظمة البحرية الدولية في لندن، حيث تم الاتفاق على أهداف لتقليل كثافة الوقود في شحن الحاويات، بالإضافة إلى فرض عقوبات مالية على المخالفين.
