شروين المهرة:
بقلم سليمان هجران الجدحي
في أمسية من أمسيات الوفاء والتقدير، كان لي الشرف أن أكون ضيفًا على رجل، بحجم وطن، وقامة فذة في خدمة المجتمع، إنه الدكتور عوض مبارك سعد، الرجل الذي قضى أكثر من نصف قرن من عمره في خدمة أبناء محافظة المهرة ووطنه العزيز.
يعد الدكتور عوض من أبرز الكوادر الطبية في المنطقة، حيث حمل على عاتقه مسؤولية تعزيز الصحة العامة، والعمل الإنساني، وتوفير الخدمات الطبية بكافة تفاصيلها للمواطنين. فهو ليس فقط مديرًا عامًا لمكتب الصحة بالمهره، بل هو رمز للجد والاجتهاد، وقائد خلف خطوط المستشفيات والمراكز الصحية التي تعنى بصحة الإنسان.
هو ابن مديرية الغيضه، وُلد في حوالي عام 1950م، وبدأ مسيرته العلمية بحرص وإصرار، حيث درس الابتدائية والإعدادية في مسقط رأسه، ثم واصل دراسته في معهد الدكتور أمين ناشر في عدن عام 1971م، حيث تخرج في مجال الطب، ليبدأ بعدها مسيرة طويلة من العطاء والخدمة في مستشفى الغيضه المركزي.
وفي سنوات من العمل الدؤوب، تدرج في مناصب عدة، كان آخرها مديرًا لمكتب الصحة العام، وعضوًا فعالًا في تنظيم وتطوير القطاع الصحي بالمحافظة. كما قام بتقديم خدمات واسعة في مجال التحصين الصحي، وتزويد المرافق الصحية بكوادر طبية مدربة ومجهزة بكفاءة عالية، حيث أصبح من رموز الصحة في المنطقة.
لكن الأبرز في شخصية الدكتور عوض هو التواضع والتفاني في العمل، حيث يستقبل كل من يزوره بابتسامة صادقة، ويحاول بكل جهده أن يجد حلاً لكل مشكلة صحية تواجه أهالي المهره، دون ملل أو كلل. هو الأب الحاني الذي يكن احترامًا كبيرًا للزملاء والكوادر التي عمل معها، ويعتبرهم جزءًا أصيلًا من تاريخ إنجازاته.
رغم ما واجهه من تحديات، إلا أن إرادته القوية، وابتسامته التي لا تفارق محياه، جعلت منه مثالاً يُحتذى في التفاني والأخلاق الحميدة. يتصف بالمواظبة على عمله، والتمسك بقيمه، ويمتنع عن العادات السيئة، مما يجعله القدوة في كافة المجالات.
وفي لحظات الوداع الوظيفي، يتجاوز هموم العمل، وينظر بعين الأمل لمستقبل أكثر إشراقًا، وهو دائمًا مفعم بالأفكار والأمل لخدمة المجتمع وتطوير القطاع الصحي في المنطقة.
وفي ختام حديثنا عن هذا الرجل القدوة، ندعو الله أن يطيل عمره، ويحفظه ذخراً لوطنه، ويجزيه خير الجزاء على عظيم إنجازاته، فحقًا، أنصاف الكلام لا يكفي لوصف جهوده، فالدكتور عوض مبارك سعد هو رجل بحجم وطن، وخدمة الناس شرف ومسؤولية حملها على عاتقه بكل تفانٍ وإخلاص.