مقالات

نـسـاء الـضـوء

شروين المهرة:

غيداء علي

عندما اشتد القيظ، وذاب الصبر تحت لهيب انقطاع الكهرباء، لم تولد البطولات من مكاتب السلطة والحكومة، ولم تُكتب بمداد الساسة، بل نَبعت من وجوه الأمهات المتعبات، ومن عيون البنات الواقفات في منتصف الطريق بين الصبر والثورة.

لم يقعدهُنّ الألم، ولا أقعدتهنّ حال البلاد البائس، بل كسرن حاجز الصمت، وواجهن العجز والتجاهل الحكومي بموقف شجاع يستحق الإكبار. في غضون أسبوع واحد، نُظّمت تظاهرتان احتجاجيتان، وها هي رقعة الغضب تمتد اليوم إلى أبين، في مشهد يُلخّص وجع مدينة تعاني بصمت منذ سنوات، ويعكس غضباً مكبوتاً في صدور كثيرين.

لم تكن تلك التظاهرات مجرد لحظة احتجاج عابرة، بل كانت صرخة ضمير حي، وموقفاً نسوياً عظيماً، يؤكد أن نساء عدن لسن على هامش الحدث، بل في صُلبه، شريكات في صنع الموقف العام والدفاع عن الكرامة والعيش الكريم.

رسالة هؤلاء البطلات واضحة: الصبر على الألم لا يعني الرضوخ، والغضب الصامت ليس قبولاً بالواقع، بل إنذارات مكتومة لانفجار قادم إن استمر الإهمال وتواصلت المعاناة.

ما فعلته نساء عدن ليس إلا مثالاً لما يمكن أن تفعله الإرادة الحيّة حين تتحرر من الخوف، وحين تُدفع إلى الشارع بفعل المعاناة والخذلان. لقد وجدن أنفسهن في مواجهة مباشرة مع عجز السلطة، فخرجن ليقلن: “لن نموت بصمت”.

إن هذه الاحتجاجات النسوية تعيد الاعتبار للمرأة اليمنية كفاعل اجتماعي وسياسي، قادر على قلب المعادلات، وصياغة الموقف الشعبي حين تتقاعس السلطات، وتغيب العدالة، وتتآكل الكرامة.

فهل آن للسلطة أن تسمع؟ وهل آن للضمير الوطني أن يصحو قبل أن تُطفأ شرارة الصبر نهائياً، وتتحول إلى لهب لا يُبقي ولا يذر؟

 

تابعوا شروين المهرة على شروين المهرة

إقرأ أيضاً

الدكتور عوض مبارك سعد.. رجل بحجم وطن

المحرر

أين يقف خصوم الدكتور عبدالله العليمي القدامى/الجدد؟

ماريا

متى سنعيش؟

المحرر

مخطط رخيص وسيناريو مفضوح

المحرر

فضل أبو غانم.. “حينما تضعف القبيلة تقوى الدولة” 

المحرر

التحشيد السعودي الإماراتي نحو المهرة طريق للفتنة 

المحرر