شروين المهرة: غرفة الأخبار
على قمم جبال جزيرة سقطرى اليمنية، ترعى سيدة شابة بعناية برعمًا صغيرًا لشجرة دم التنين، محاولة حمايته بأسلاك خشبية خشية أن يكون أحد آخر العينات الصغيرة المتبقية من هذا النوع القديم المهدد بالانقراض.
تتميز شجرة دم التنين بتاجها العريض وعصارتها الحمراء، وتعد فريدة من نوعها في العالم، كما أنها حيوية للنظام البيئي في سقطرى.
تحافظ هذه الأشجار على التوازن البيئي والاقتصادي الهش في الجزيرة، وتجذب السياح بمناظرها الطبيعية السريالية، مما يدعم مئات العائلات المحلية.
تواجه شجرة دم التنين تحديات كبيرة بسبب الأعاصير الشديدة الناجمة عن تغير المناخ، التي تقتلع الأشجار التي يبلغ عمرها قرونًا، بالإضافة إلى الماعز الغازية التي تلتهم البراعم الصغيرة وتمنع تجديدها الطبيعي.
أدت الأعاصير في عامي 2015 و2018 إلى اقتلاع آلاف الأشجار، وكان الكثير منها عمره أكثر من 500 عام، وتتوقع الدراسات العلمية أن تنقرض هذه الأشجار القديمة خلال بضعة قرون إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فورية.
يبلغ معدل نمو شجرة دم التنين بضعة سنتيمترات فقط في السنة، مما يجعل التعافي السريع أمرًا مستحيلًا، وتعتبر الحضانات الآمنة ضرورية لبقاء الشتلات الصغيرة.
تعد جزيرة سقطرى موطنًا لأكثر من 800 نوع من النباتات الفريدة، والعديد منها لا يوجد في أي مكان آخر، وتدرج الجزيرة على قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو.
مع استمرار الصراع المسلح في اليمن، تُترك مهمة الحفاظ على البيئة لأهل سقطرى، الذين يعملون بموارد محدودة لحماية هذه الجوهرة الطبيعية.
يؤكد العلماء أن إنقاذ شجرة دم التنين هو إنقاذ لنظام بيئي كامل وثقافة محلية ونافذة فريدة على التنوع البيولوجي لكوكبنا.
شجرة دم التنين، التي يطلق عليها اسم “Dracaena cinnabari”، هي نوع متوطن في سقطرى، وتتميز بشكلها المظلي المميز وعصارتها الحمراء التي كانت تُستخدم لخصائصها الطبية والصباغية.
تلعب الشجرة دورًا حاسمًا في تجميع الرطوبة من الهواء وتوجيهها نحو التربة، مما يساعد على الاحتفاظ بالمياه في البيئة القاحلة للجزيرة.
يتطلب إنقاذ شجرة دم التنين تعزيز الجهود المحلية والدولية لحماية هذا النوع المهدد بالانقراض وضمان الحفاظ على النظام البيئي الفريد في سقطرى.
المصدر: هنا
