غارات إسرائيلية على أهداف في صنعاء والحوثيون يتوعدون بالرد

شروين المهرة:

شنت مقاتلات إسرائيلية اليوم (الأحد) سلسلة غارات جوية على أهداف عدة في العاصمة اليمنية صنعاء، مخلفة قتيلين وعشرات الجرحى ودمارا هائلا في منشآت مدنية، فيما توعدت جماعة الحوثي التي تسيطر على صنعاء بالرد.

وقالت جماعة الحوثي اليوم، إن “عدوانا إسرائيليا” استهدف بسلسلة غارات محطة شركة النفط، ومحطة كهرباء حزيز في العاصمة صنعاء، ومحطة شركة النفط، وهي أكبر محطة تزود بالوقود في العاصمة صنعاء وتقع في محيط مقر شركة النفط اليمنية بشارع الستين غرب العاصمة.

كما أن محطة حزيز هي إحدى محطات التوليد الرئيسية للطاقة الكهربائية في العاصمة صنعاء، والتي كانت تعد أبرز مصدر حيوي للطاقة في العاصمة، إلا أن تعرضها لهجمات جوية متكررة تسبب بخروجها عن الخدمة لأكثر من مرة، وألحق بها أضرارا كبيرة.

وذكر مصدر محلي لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن الغارات الجوية اليوم في العاصمة صنعاء استهدفت مجمع دار الرئاسة في محيط ميدان السبعين وسط العاصمة، وأهداف أخرى في جبل عطان، والذي يضم مقر ألوية الصواريخ في الجهة الغربية من العاصمة.

وفي وقت سابق اليوم، نقلت قناة “المسيرة” الناطقة باسم الجماعة، عن مصدر عسكري بوزارة الدفاع في حكومة صنعاء غير المعترف بها قوله “إن الدفاعات الجوية تمكنت من تحييد أغلب طائرات العدو الإسرائيلي المشاركة في العدوان وإجبارها على المغادرة”.

 انفجارات عنيفة

وأفاد سكان محليون في حينه لوكالة أنباء (()ينخوا)) أن انفجارات عنيفة وقعت بعد ظهر اليوم في العاصمة صنعاء، وسمع دويها في أنحاء متفرقة من المدينة، وأن ألسنة اللهب تصاعدت بشكل مكثف في محيط مقر شركة النفط اليمنية بشارع الستين، التي تضم محطة تزود بالوقود وخزانات للغاز المنزلي.

كما تصاعدت أعمدة الدخان في منطقة قريبة من دار الرئاسة وسط العاصمة صنعاء، وفي محطة حزيز للطاقة جنوب العاصمة، وفق السكان.

وأشاروا إلى أن سيارات الإسعاف هرعت إلى عدة مواقع وقعت فيها انفجارات، فيما أغلقت قوات أمنية بعض الشوارع المؤدية إلى الأماكن المستهدفة.

وخلفت الغارات الإسرائيلية اليوم على صنعاء خسائر بشرية ومادية.

وقال الدكتور أنيس الصبيحي المتحدث باسم وزارة الصحة في صنعاء (غير معترف بها) لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن “غارات العدوان الإسرائيلي” أسفرت عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة 35 آخرين من المدنيين بينهم ثلاث نساء.

وأكد المتحدث الصبيحي أن كثيرا من الجرحى حالتهم حرجة، ويتلقون الإسعافات في عدد من مستشفيات العاصمة، وأن عدد الضحايا مرشح للارتفاع.

وذكر المصدر المحلي لـ ((شينخوا)) أن الغارات الإسرائيلية على محطة شركة النفط تسببت في تدمير المحطة بشكل كلي، وتضرر مبنى شركة النفط المجاور، وهناجر تجارية قريبة من المكان.

كما خلفت الغارات – بحسب المصدر- على محطة حزيز للطاقة الكهربائية في تدمير بعض وحدات الإنتاج، وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي على بعض مناطق وأحياء في العاصمة، وألحقت أضرارا جسيمة في المنشأة، مشيرا إلى أن فرق الدفاع المدني تكافح في الأثناء لإخماد الحرائق.

وأكدت مصلحة الدفاع المدني في صنعاء، تمكن طواقمها من إخماد الحريق في محطة شركة النفط الناجم عن استهداف “العدوان الإسرائيلي” للمحطة اليوم بعدة غارات، وأن فرقها تواصل مهامها في محطة حزيز الكهربائية.

 عدوان غاشم

وتوعدت جماعة الحوثي بالرد على استهداف العاصمة صنعاء، والذي قالت إن إسرائيل تحاول من خلاله “صنع انتصار وهمي”.

وقالت حكومة الحوثيين في صنعاء (غير معترف )ها)، إن “العدو الإسرائيلي شن عصر اليوم عدواناً غاشما على العاصمة صنعاء، مستهدفاً بإجرامه المعهود، منشآت حيوية”.

وأوضحت في بيان بثته وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” التي تديرها الجماعة، أن “محطة كهرباء حزيز الحيوية، التي تنير بيوت الأبرياء وتشغل مستشفيات الأطفال والمرضى، تعرضت لقصف همجي أدى إلى دمار واسع وانقطاع للتيار الكهربائي.

كما استهدف القصف محطة تموين سيارات بالوقود، في محاولةٍ خسيسة لشل حركة الحياة وتعطيل سبل عيش المواطنين، وصنع انتصار وهمي بارتفاع أعمدة الدخان”.

وأكد البيان، أن “هذا العدوان السافر، بدم بارد، على أرض اليمن، ليس سوى حلقة جديدة من حلقات الإجرام الإسرائيلي المستمر، وجريمة حرب نكراء تضاف إلى سجله الأسود، وهو عدوان صريح على سيادة اليمن وشعبه”.

وحمل البيان “العدو الإسرائيلي وشريكه الأمريكي المباشر كامل المسؤولية عن العواقب الوخيمة لهذا الاعتداء الغادر والجريمة البشعة، وما ينتج عنه من ضحايا في الأرواح والممتلكات والبنية التحتية الحيوية”.

وذكر البيان أن “هذه الغارات الوحشية، لن تثني الشعب اليمني عن موقفه الثابت والشرعي في دعمه الكامل والمطلق لأهلنا في غزة المحاصرة الذين يتعرضون لجريمة إبادة كاملة الأركان”.

وأشار البيان إلى أن حكومة صنعاء “تؤكد مجددا على حق اليمن، كأي دولة ذات سيادة، في الدفاع عن نفسه وأرضه ومقدساته، وردع أي عدوان، واتخاذ كل ما يلزم من إجراءاتٍ لحماية أمنه القومي ورد العدوان الإسرائيلي بكل الوسائل المتاحة”، حسب نص البيان.

 استهداف بنى تحتية

في المقابل، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، في بيان على منصة ((إكس))، إن “جيش الدفاع هاجم أهدافا عسكرية تابعة لنظام الحوثي الإرهابي في منطقة صنعاء في عمق اليمن”.

وأوضح أن “طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، أغارت بتوجيه استخباري لهيئة الاستخبارات على بنى تحتية عسكرية تابعة لنظام الحوثي الإرهابي في منطقة صنعاء، ومن بين البنى التحتية المستهدفة مجمع عسكري يضم القصر الرئاسي ومحطتين للطاقة، بالإضافة إلى موقع لتخزين الوقود كان يستخدم لأنشطة الحوثي العسكرية”.

وذكر أدرعي أن الغارات “جاءت في ضوء قيام النظام الحوثي الإرهابي باعتداءات متكررة ضد دولة إسرائيل، ومواطنيها شملت إطلاق صواريخ أرض/ أرض ومسيرات نحو الأراضي الإسرائيلية”.

ولفت إلى أن “القصر الرئاسي الذي استهدف في منطقة صنعاء داخل المجمع العسكري الذي تدار من داخله الأنشطة العسكرية لقوات النظام الحوثي، كما استخدم الحوثي محطتين للطاقة بغية أنشطته العسكرية، حيث يضر استهداف المحطتين بقدرة انتاج وإيصال الكهرباء للأغراض العسكرية”.

وأشار المتحدث العسكري الإسرائيلي إلى أن “جيش الدفاع سيواصل العمل بقوة ضد الهجمات العدوانية المتكررة للنظام الحوثي الإرهابي، ويبقى مصمما على مواصلة تسديد الضربات لكل تهديد على مواطني دولة إسرائيل مهما بلغت المسافة”.

ويعد الهجوم الإسرائيلي اليوم في اليمن، هو الخامس عشر من نوعه منذ هجومها الأول في 20 يوليو 2024، حيث كان آخر هجوم إسرائيلي الأسبوع الماضي، حيث استهدف محطة حزيز لتوليد الكهرباء جنوب العاصمة صنعاء.

وتخضع العاصمة صنعاء ومعظم محافظات الشمال اليمني ذات الكثافة السكانية لسيطرة جماعة الحوثي أواخر العام 2014.

ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر من العام 2023، تشن جماعة الحوثي هجمات متكررة بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد أهداف متعددة في إسرائيل، بجانب هجمات على سفن في البحر الأحمر مرتبطة بالدولة العبرية.

وردا على تلك الهجمات، شنت إسرائيل مرارا هجمات جوية على منشآت حيوية وبنى تحتية للطاقة في مناطق خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي في اليمن، خلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة.

المصدر: شينخوا