شروين المهرة: وحدة الرصد
تلقى اليمنيون ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة الفنان محمد مشعجل، سفير الأغنية اليمنية وصوت المهرة الأصيل، الذي غادر الحياة بعد معاناة صحية في مستشفى الغيضة المركزي بمحافظة المهرة. ويُعد مشعجل من أبرز رموز الفن اليمني، حيث أبدع في تقديم التراث الفني والثقافي للمهره بأسلوب فريد، رغم غنائه بلغة مهرية لا يتحدث بها غالبية اليمنيين، إلا أنه كان يحظى بحب واسع عبر مختلف محافظات اليمن.
وأشاد ناشطون وفنانون ومثقفون على منصات التواصل الاجتماعي بمسيرة مشعجل الفنية وأثره المميز في الساحة الفنية اليمنية. وقال الناشط أحمد الأشول إن مشعجل كان فنانًا استثنائيًا استطاع أن يوحد بين البدو والحضر بأغانيه التي لا تزال تتردد في الأسواق والشوارع، مشيرًا إلى أن صوته كان يحفز الناس ويجعلهم يستمتعون بفنه حتى بعد اختفائه عن الساحة.
من جهتها، عبرت الناشطة نور عبد العزيز مكي عن حزنها العميق لفقدان قامة فنية أثرت الساحة الفنية في المهرة، داعية الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، معربة عن تعازيها لأسرته ومحبيه.
كما نعى علي مبارك محامد ناطق لجنة الاعتصام بمحافظة المهرة الفنان الكبير، مؤكداً أن مشعجل حمل تراث المهرة الفني والثقافي إلى أجيال واسعة داخل اليمن وخارجه، ودعا الله أن يمنحه الرحمة والسكينة.
وأبرز الناشط شوقي نعمان أن رحيل محمد مشعجل يشكل فراغًا واسعًا في سماء الفن اليمني، واصفًا إياه بالظاهرة النادرة التي تجاوزت حدود الصوت لتلامس الوجدان والذاكرة الجماعية، وأن صوته سيبقى خالدًا يذكر الجميع بأن الفن لا يموت.
كما أشارت الناشطة وميض شاكر إلى أن مشعجل كان آخر السبئيين في أصالته وندرته، مشيدة بصوته الذي جاء من عمق التاريخ والهوية اليمنية، وغنى بلغته المهرية الأصيلة التي أسرت القلوب رغم صعوبتها.
وختامًا، عبّر الناشط مهد أمين عن ألم الفقدان قائلاً إن صوت مشعجل جمع بين الحنين والأصالة والشجن والفرح، وأن نغماته ستظل محفورة في ذاكرة كل محب للفن الأصيل في اليمن.
بهذا الحدث، فقد اليمن فنّانًا استثنائيًا ترك بصمة لا تُمحى في الساحة الفنية، وحافظ على التراث الثقافي بصوته الذي عبر الجغرافيا واللغات ليصل إلى قلوب الجميع.