شروين المهرة: وحدة الرصد
أكد خبراء وسياسيون يمنيون أن تجربة مجلس القيادة الرئاسي فشلت فشلًا ذريعًا في تحقيق أي من أهدافها المعلنة، بل حولت البلاد إلى ساحة conflicات داخلية وفساد منظم، في الوقت الذي تتفاقم فيه الأزمة الاقتصادية وتتعرض المؤسسات للنهب المنهجي. هذه التصدعات المتفاقمة، التي تنسقها قوى إقليمية وفق أجندات خاصة، تدفع اليمن نحو مزيد من الفوضى، بينما يدفع الشعب الثمن الأكبر.
النائب اليمني عبد العزيز جباري رأى أن جذور الأزمة تعود إلى الخطوة الكارثية التي تمثلت في مصادرة القرار السيادي اليمني وإجبار الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي على الانسحاب من المشهد السياسي. وقال جباري إن فرض أشخاص حكامًا على البلاد دون أي شرعية شعبية أو موافقة وطنية كان قرارًا لا يمكن أن يصدر عن سياسي يمني يحترم شعبه وتاريخه، مشيرًا إلى أن قبول تكليف خارجي لأدوار مرسومة هو خيانة للمبادئ الوطنية.
ودعا جباري إلى السماح للرئيس هادي بإلغاء هذا التفويض والتعيين المباشر لنائب أو نائبين لحل الأزمة اليمنية، سواء بالوسائل السلمية أو غير ذلك. وحذر من أن الاستمرار في نفس المسار أو محاولة ترقيعه يعني الانتقال من فشل إلى آخر، ستكون تكلفته باهظة على الشعب اليمني أولًا، ثم على استقرار المنطقة بأكملها.
من جانبه، لفت الصحفي عبد الرقيب الهذياني إلى أن الزيارات الأخيرة لوزير الدفاع اليمني لقوات العمالقة وقوات طارق صالح، والصمت السعودي عنها، إضافة إلى زيارة الوفد الإسرائيلي لعدن والتأييد الأمريكي الصريح لقوات طارق، كل ذلك يشير إلى مخطط يتم فرضه على الأرض. وأضاف الهذياني أن صرخات أدوات الإمارات تعكس خطًا مغايرًا لما تريده القوى الإقليمية الأخرى، مؤكدًا أن المشروع الانفصالي الذي تدعمه أبوظبي قد سقط بفعل الواقع الجنوبي الكاسح.
وأوضح أن تصريحات قيادات المجلس الانتقالي لم تعد تتحدث عن الانفصال كهدف، بل عن البحث عن أكبر حصة في السلطة والمناصب، مما يؤكد أن الانفصال لم يعد له أي مبرر واقعي. وأكد أن أي دولة إقليمية أو دولية ليس لديها مصلحة في تقسيم اليمن، بل إن الانفصال أصبح مصلحة مرحلية للحوثيين وإيران فقط.
فيما وصف الصحفي فتحي بن لزرق تجربة مجلس القيادة الرئاسي بأنها الأسوأ في تاريخ اليمن السياسي، مشيرًا إلى أنها تسببت في دمار اقتصادي غير مسبوق وترهل الدولة وشتات مؤسساتها، بالإضافة إلى تعرض إيرادات البلاد لأوسع عملية نهب منظمة. وقال بن لزرق إن المجلس شكل على أمل تحرير الأراضي من الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وتحسين الوضع الاقتصادي، لكن الواقع أثبت أن أيًا من هذه الأهداف لم يتحقق على الأرض.
وأضاف أن أعضاء المجلس انشغلوا طوال ثلاث سنوات بالصراع على تقاسم المخصصات المالية والمناصب والتعيينات، مما انعكس سلبًا على حياة المواطنين وأدى إلى تفاقم الخراب على جميع الأصعدة. أما الناشط توفيق أحمد، فقد حذر من أن التصدعات داخل مجلس القيادة الرئاسي أصبحت تنذر بانهيار وشيك، خاصة مع تكتلات داخلية وخارجية تعزز انقساماته.
وأكد أحمد أن هذه التصدعات ليست عشوائية، بل كل تحرك داخلي يُنسق أو يُوجه من قبل الكفيل السعودي والضابط الإماراتي، في الوقت الذي يستمر فيه الفساد والفوضى على حساب الوطن. وأشار إلى أن الفشل المتكرر في إدارة الأزمة اليمنية يعكس عدم وجود رؤية موحدة بين الأطراف الإقليمية، مما يعمق من حالة عدم الاستقرار ويهدد بمزيد من التفكك.