شروين المهرة: بلومبرغ
سعى ليونيل ميسي إلى وضع حد للجدل المحيط لعدم مشاركته في مباراة كرة قدم أُقيمت في هونغ كونغ في وقت سابق من الشهر الجاري، نافياً وجود دوافع سياسية لعدم مشاركته، ومعرباً عن محبته الكبيرة للصين.
في بيان مصور نُشر على منصات التواصل الاجتماعي الصينية في ساعة متأخرة من اليوم الإثنين، قال نجم نادي “إنتر ميامي” إنه يريد وضع الأمور في نصابها الصحيح، بعد أن سمع أن عدم مشاركته ترجع لسبب سياسي وأسباب أخرى. وأضاف أن ذلك غير صحيح على الإطلاق، مكرراً أن عدم مشاركته سببها معاناته من التهاب في العضلة الضامة.
قال ميسي، الذي ظهر أمام الكاميرا مرتدياً قميصاً رمادياً خلال المقطع المصور الذي امتد لمدة 140 ثانية: “منذ بدأت مسيرتي الكروية، طالما ربطتني بالصين علاقة خاصة. قمت بأشياء كثيرة في الصين، أجريت مقابلات وشاركت في مباريات وفعاليات، كما سافرت إلى هناك ولعبت عدة مرات”.
واختتم المقطع المصور المترجم إلى اللغتين الإنجليزية والصينية بقوله: “كما اعتدت، أن أرسل أطيب أمنياتي لكل من في الصين، التي كانت- ولا تزال- لها مكانة خاصة لديّ. أرجو أن أراكم ثانية قريباً”.
غضب في هونغ كونغ والصين
تعد هذه المرة الثالثة التي يوضح فيها ميسي، البالغ 36 عاماً، سبب عدم مشاركته في المباراة الودية التي أُقيمت في 4 فبراير، بعد مؤتمر صحفي في طوكيو، وبيان كتابي نُشر على “ويبو” (Weibo)، منصة التواصل الاجتماعي الصينية. وقد تعرض كل من ميسي والمالك المشارك في النادي ديفيد بيكام إلى صيحات الاستهجان من الجماهير في هونغ كونغ.
غياب ميسي عن تلك المباراة، ومشاركته في مباراة أُقيمت في اليابان بعد أيام قليلة، أثارا تكهنات بتعمده ازدراء المشجعين في هونغ كونغ وبر الصين الرئيسي. وقالت صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية القومية في مقال إن ميسي لم يعتذر، وإن تبعات الواقعة تتجاوز عالم الرياضة.
بعد ما حدث، ألغت الجهات الرياضية الصينية مباراتين وديتين كان مخططاً إقامتهما بين الأرجنتين ونيجيريا وساحل العاج.
إشارات على التهدئة
أدلى ساسة هونغ كونغ أيضاً برأيهم، فقالت رجينا يب إنه يجب منع اللاعب الأرجنتيني الفائز بكأس العالم من دخول المدينة نظراً لكذبه ونفاقه. في غضون ذلك، قالت الشركة المنظمة لمباراة هونغ كونغ إنها سترد 50% إلى حاملي التذاكر، ما قيمته 7.2 ملايين دولار، بسبب عدم مشاركة ميسي.
هناك إشارات على أن بيان ميسي الأحدث قد يهدئ الوضع. هو شيجين، رئيس تحرير “غلوبال تايمز” السابق الذي قاد حملة الانتقادات ضد أسطورة كرة القدم، كتب في منشور على منصة “إكس” أن “ميسي يبدو صادقاً في المقطع المصور”، وأعلن عن قبوله الشخصي للتوضيح. مع ذلك، أشار “هو” إلى أن ميسي سيدفع الثمن فيما يخص مكانته التي تدهورت في الصين.
ميسي ليس أول المعتذرين
يحذو الاعتذار الذي قدمه ميسي إلى الصين حذو النهج الذي اتبعه عدد من المشاهير اعتُبر أنهم أهانوا البلد.
في 2014، انتقدت بكين كيني جي بعد ظهوره في صورة جمعته بمحتجين مؤيدين للديمقراطية في هونغ كونغ. وسرعان ما أكد الموسيقي عدم مشاركته في الاحتجاجات، مشيراً إلى عمق محبته للصين.
وفي 2021، أصدر جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك “جيه بي مورغان”، بيان اعتذار بعد مزحة بأن بنكه سيستمر لمدة أطول من الحزب الشيوعي الصيني، وفي نفس العام، قدَّم المصارع المحترف والممثل جون سينا اعتذاراً بلغة الماندرين عن وصفه تايوان بأنها دولة.