كشف رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، عن دعم سعودي مرتقب لتعزيز استقرار العملة المحلية، ودعم الإصلاحات الاقتصادية والحد من عجز الموازنة العامة للدولة.
وجدد في خطاب من مدينة المكلا في محافظة حضرموت بمناسبة عيد الأضحى المبارك، التأكيد على مواصلة الشراكة والعمل مع القوى الوطنية والإقليم والعالم من أجل تحقيق الهدف المصيري في استعادة مؤسسات الدولة، وانهاء الانقلاب.
وأكد رئيس مجلس القيادة على وحدة الصف والسير على قاعدة الشراكة والتوافق لتحقيق السلام المنشود وإنهاء الحرب وتهيئة الظروف لإعادة بناء البلد ومؤسساته الوطنية على أساس العدالة، والمواطنة المتساوية.
مؤكدا أن احتكار القوة، وسلطة انفاذ القانون حق حصري للدولة، مشيدا في ذات السياق بجهود حضرموت وأبنائها منذ القدم في دعم الدولة ومؤسساتها وتحقيق الأمن والاستقرار.
وقال: “إن جهود السلام لم تحقق أي تقدم حتى الآن على مختلف المسارات، رغم الجهود الكبيرة والمخلصة التي يبذلها اشقاؤنا في المملكة العربية السعودية، والمبعوثان الأممي والأميركي”، متهما جماعة الحوثي بالتعنت وعدم الاكتراث لمعاناة الملايين من الشعب اليمني في الداخل والخارج.
وأضاف: ” تواصل مليشيا الحوثي المزايدة بالأوضاع الانسانية، وتبديد الأموال العامة في خدمة مصالح قياداتها، على حساب معاناة الموظفين في مناطق سيطرتها”.
مشيرا إلى أن العائدات السنوية التي تجنيها المليشيا تصل الى أكثر من أربعة مليارات دولار، مقارنة مع مليار و200 مليون دولار لدى الحكومة الشرعية.
وأكد العليمي أن مجلس القيادة الرئاسي يدرك حجم المعاناة والكارثة المضاعفة على أبناء الشعب اليمني في المناطق الخاضعة بالقوة للحوثيين، ولن يدخر أي فرصة لإطلاق المزيد من المبادرات الانسانية في تلك المناطق وتمكين شبابها ورجالها ونسائها من حقوقهم الدستورية، ودعم تطلعاتهم في الحرية، وانهاء الظلم.
وأشار إلى أن مجلس القيادة يولي اهتمام كبير للملف الاقتصادي والخدمي، وفي المقدمة ايجاد الحلول الجذرية لازمة الكهرباء، مؤكدا أن العمل جار لتأمين احتياجات الطاقة، وتغيير أنظمة الوقود لشبكة الكهرباء الحكومية بالكامل، وإنهاء فساد الطاقة المشتراة في هذا القطاع الحيوي.
كما أكد أيضا أن التحسن في إمدادات الخدمات العامة مرهون باستقرار المؤسسات، والعمل من الداخل في أوساط المواطنين، وتلمس اوضاعهم، وتشارك معاناتهم وتطلعاتهم المستحقة..
موجها في هذا السياق الحكومة باتخاذ الاجراءات اللازمة، والسريعة لضمان استقرار اعضائها، وشاغلي وظائف السلطة العليا المعينين بقرارات جمهورية للاستقرار في الداخل والعمل من المحافظات المحررة، وتطبيق اللوائح القانونية بحق من تخلف عن تنفيذ ذلك.
فيما يلي نص الخطاب: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين والحمد لله القائل في محكم التنزيل ‘وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ‘.
الاخوات المواطنات،، الاخوة المواطنون في الداخل والخارج،، سلام الله عليكم ورحمة منه وبركاته بداية اسمحوا لي ان أعرب لكم باسمي واخواني اعضاء مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة عن عظيم التهاني وخالص الامنيات بمناسبة عيد الاضحى المبارك، سائلا المولى سبحانه وتعالى ان يعيده على بلدنا وشعبنا، وقد تحققت تطلعاته في الامن، والاستقرار والسلام، والتنمية.
وهي تهنئة مخصوصة لضيوف الرحمن حجاج بيت الله العتيق، وموصولة ايضا للأشقاء في المملكة العربية السعودية، بقيادة اخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان اللذين يسخران لخدمة الحجيج وتأمين المناسك كل الجهود، والامكانيات، سائلين المولى ان يحفظ ارض الحرمين، وأن يعم الخير، والسلام أرجاء بلاد المسلمين.
كما أهنئ بهذه المناسبة الدينية الجليلة رجال القوات المسلحة والامن، والمقاومة الشعبية، الذين ينتشرون في كل ربوع الوطن دفاعا عن امن واستقرار بلادنا ونظامه الجمهوري.
ايها الاخوة المواطنون،، ايتها الاخوات المواطنات،، انه لمن دواعي السرور، والبهجة ان اتحدث اليكم في عيد الاضحى للمرة الاولى من مدينة المكلا عاصمة حضرموت، كبرى محافظاتنا، واكثرها عطاء في حياة اليمنيين، ماضيا، وحاضرا، ومستقبلا بأذنه تعالى.
حضرموت التي ذكرت منذ البدء في كتاب التكوين، وبسورة كاملة في القرآن الكريم..
حضرموت التي أرست دعائم مدرسة نادرة في التاريخ الإسلامي، ونشرت رسالة التوحيد في مشارق الارض ومغاربها، لا عن طريق شيء آخر غير المعاملة، والمحبة، والقدوة الحسنة.
لكن حين يتعرض اليمن للمخاطر فحضرموت هي فعل المقاومة الأول في وجه الغزاة، والتطرف والارهاب، تماما كما تجسد ذلك في ملحمة الشحر التاريخية ضد الغزو البرتغالي، وفي معركة تحرير المكلا من عناصر الإرهاب، والتخريب التي تشرفنا بتكريم رمزي لشهدائها هذا اليوم، او في هزيمة جحافل الامامة المتخلفة في القرن السابع عشر الميلادي الذين أغرقوا البلاد آنذاك بالدمار، قبل ان يكسرهم ابطال حضرموت، وتبتلعهم صحاريها مع فكرتهم الفاشية التي لم تجد على ارضها قديما وحديثا موطئ قدم.
حضرموت التي يعرفها العالم اليوم هي المنطقة التي يبدع أبناؤها في كل مكان..
هي منطلق الشعر مع امرؤ القيس، وإرث ابن خلدون، وأدب علي أحمد بأكثير، والمفكرون والدعاة المجددين على نهج “الدين المعاملة”..
وهي ايضا دوحة الفن، والغناء والطرب الاصيل.
ماتزال حضرموت تعلمنا كل يوم دروسا في الالتزام، حيث يواجه الثنائي القاتل للشعب اليمني السلاح والقات مقاومة ذاتية من المجتمع الحضرمي، وسط كل هذا الخراب الذي زرعته المليشيات في ارجاء البلاد.
وفوق كل ذلك فقد كانت حضرموت محافظة فريدة حين استقبلت نازحي الحرب من كل المحافظات، لكن ليس الى مخيمات بل الى منازل ابنائها الذين تقاسموا معهم سبل العيش في واحدة من إشراقات هذه المحافظة السخية.
لذلك فنحن على ثقة ان حضرموت بما تكتنزه من فرص اقتصادية واعدة، وارث حضاري وثقافي عريق، ستكون بالفعل كما كانت على الدوام قاطرة للدولة والمشروع التنموي المنشود..
المشروع الذي سيعيد تعريف علاقة اليمنيين بأنفسهم لتكون قائمة على العمل، والإنتاج، والتعاون، وليس على أساس العرق، او اللون او المذهب..
المشروع الذي يعزز علاقاتنا بجيراننا على اساس الاخوة الصادقة، وحماية المصالح، ومواجهة التحديات المشتركة.
ايها الاخوة والاخوات،، سواء كنا في عدن العاصمة المؤقتة للجمهورية اليمنية، أو في حضرموت، سنعمل بذات القدر من صدق الانتماء وإنصاف القضايا العادلة، بعيدًا عن أي استغلال أو تأويلات تبعدنا عن هدفنا المصيري المتمثل في توحيد كافة الجهود من اجل استعادة مؤسسات الدولة، وانهاء انقلاب المليشيات الحوثية المدعومة من نظام ولاية الفقيه.
ووفاء لذلك الهدف فقد تعهدنا في خطاب القسم انا واخواني أعضاء مجلس القيادة الرئاسي بالعمل على وحدة الصف، والسير على قاعدة الشراكة والتوافق، وها نحن بعد مرور اكثر من عام على تلك التعهدات مازلنا متحدين حول ذلك الهدف الاستراتيجي، ومازلنا على يقين ايضا ان السلام المنشود القائم على المرجعيات المتفق عليها محليا، وإقليميا، ودوليا، لا ينبغي ان يكون غاية مطلقة، وانما وسيلة لأنهاء الحرب وتهيئة الظروف امام جميع المواطنين نساء ورجالا لإعادة بناء بلدهم ومؤسساته الوطنية على اساس العدالة، والمواطنة المتساوية، وحق الدولة الحصري في احتكار القوة، وسلطة انفاذ القانون.
ومع ذلك تستمر المليشيات الحوثية، في نهجها المضلل بشأن مسار السلام، وتفسير مبادراتنا الانسانية لتخفيف معاناة اهلنا في صنعاء، ومناطق سيطرتها على انها مكاسب، وانتصارات سياسية لها.
الحقيقة ايتها الاخوات، والاخوة ان جهود السلام لم تحقق اي تقدم حتى الان على مختلف المسارات، رغم الجهود الكبيرة والمخلصة التي يبذلها اشقاؤنا في المملكة العربية السعودية، والمبعوثان الأممي والاميركي، اذ تستمر المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، في اعتداءاتها العسكرية، وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الانسان، وتغليب مصالح قياداتها، دون اكتراث لمعاناة الملايين من ابناء شعبنا في الداخل والخارج.
وفي حين تصل العائدات السنوية للمليشيات الحوثية الى أكثر من اربعة مليارات دولار، مقارنة مع مليار و200 مليون دولار لدى الحكومة الشرعية، فأنها تواصل المزايدة بالأوضاع الانسانية، وتبديد تلك الأموال الكبيرة في خدمة مصالح قياداتها، على حساب معاناة الموظفين في مناطق سيطرتها.
لقد كان مجلس القيادة الرئاسي والحكومة في الموعد لتقديم المبادرات، والتدخلات الانسانية الطارئة، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي كان اخرها اجلاء الاف الرعايا من أهلنا العالقين في السودان، الى مطاري عدن وصنعاء، وتسهيل نقل الحجاج من مطار صنعاء عبر شركة الخطوط الجوية اليمنية التي جمدت المليشيات عبثا ارصدتها المالية في مناطق سيطرتها، ورفضت طلب الشركة بتحويلها لشراء طائرات جديدة.
اننا ننظر الى تلك التدخلات والمبادرات الحكومية، كالتزام دستوري واخلاقي، غير ان الطبيعة الفاشية للمليشيات الحوثية، لن يهدأ لها بال حتى تتوقف رواتب جميع الموظفين في كل مكان، واغراق البلد في الفوضى، وازمة انسانية شاملة، لكن مصير هذه النوايا الخبيثة هو الفشل لا محالة في كل مرة.
واذ يشعر مجلس القيادة الرئاسي بحجم المعاناة والكارثة المضاعفة على ابناء الشعب اليمني في المناطق الخاضعة بالقوة للمليشيات الحوثية، فإنه يؤكد عدم ادخار اي فرصة لإطلاق المزيد من المبادرات الانسانية في تلك المناطق وتمكين شبابها ورجالها ونسائها من حقوقهم الدستورية، ودعم تطلعاتهم في الحرية، والكرامة، وانهاء ظلم المليشيات الغاشمة.
ايتها الاخوات المواطنات،، ايها الاخوة المواطنون،، سيظل الملف الاقتصادي والخدمي، وفي المقدمة ايجاد الحلول الجذرية لازمة الكهرباء شغلنا الشاغل في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، وبدعم من اشقائنا الاوفياء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة.
وانه مما يحز في النفس ان جاء هذا الصيف، قبل اتمام المشاريع الاسعافية في قطاع الطاقة، لكن العمل جار لتأمين أكبر قدر من ساعات التوليد، جنبا الى جنب مع المساعي الحثيثة لتغيير انظمة الوقود لشبكة الكهرباء الحكومية بالكامل، وانهاء فساد الطاقة المشتراه في هذا القطاع الحيوي.
ولا شك ان التحسن في امدادات الخدمات العامة مرهون باستقرار المؤسسات، والعمل من الداخل في اوساط المواطنين، وتلمس اوضاعهم، وتشارك معاناتهم وتطلعاتهم المستحقة.
وفي هذا السياق نوجه الحكومة باتخاذ الاجراءات اللازمة، والسريعة لضمان استقرار اعضائها، وشاغلي وظائف السلطة العليا المعينين بقرارات جمهورية للاستقرار في الداخل والعمل من المحافظات المحررة، وتطبيق اللوائح القانونية بحق من تخلف عن تنفيذ ذلك.
وعلى صعيد المالية العامة، فإننا نتوقع هذا الشهر الحصول على تمويلات من الاشقاء في المملكة العربية السعودية دعما للإصلاحات الاقتصادية، وتعزيز استقرار العملة المحلية، والحد من عجز الموازنة المرتبط بتداعيات الهجمات الارهابية للمليشيات الحوثية على المنشآت النفطية.
وانني اغتنم الفرصة في هذه المناسبة للإشادة بالتدخلات الإنمائية والإنسانية للأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية التي دشنا منها هذا الأسبوع على ارض حضرموت 20 مشروعا حيويا تم تنفيذها وتمويلها عبر البرنامج السعودي لتنمية واعمار اليمن.
ايها الاخوة المواطنون،، ايتها الاخوات المواطنات،، بينما يمضي الغالبية منا اجازاتهم العيدية وسط عائلاتهم ومحبيهم، فإن ثمة جنود بواسل لم يكلوا عن المرابطة في الجبهات والميادين المستعرة دفاعا عن الجمهورية ومكاسبها، وردع الاعتداءات، والهجمات الحوثية المستمرة، وحفظ الامن والسكينة العامة للمواطنين.
كما ان ثمة مناضلين ابطال من شهداء الحرب، وجرحاها، ومغيبين في اقبية المليشيات..
الى هؤلاء جميعا نرسل أعظم التحيات، واخلصها، مع تجديد عهد الوفاء لتضحياتهم، والامتنان لعظيم تضحياتهم التي ستثمر نصرا مؤزرا بعون الله.
كما نسأله تعالى في هذه الأيام المباركة، ان يعيد حجاج بيت الله الحرام سالمين، غانمين مغفرة من الله، وهداية الى طريق الخير والوئام، وان يوفقنا سبحانه جميعا الى ما فيه خير شعبنا، وامنه واستقراره، انه سميع مجيب.
مجددا كل عام وأنتم والوطن بألف خير..
الرحمة للشهداء الشفاء للجرحى والحرية للأسرى، والمختطفين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته