شروين المهرة: سلمان الربيعي
من قلب محافظة المهرة، رمز الجمال الطبيعي وكرم الضيافة، تُطل علينا هذا العام مغامرة كوميدية فريدة من نوعها تجسدت في مسلسل “خروج نهائي”.
منذ انطلاقته على قناة المهرية خلال شهر رمضان المبارك، حظي المسلسل بقبول واسع واهتمام كبير من قبل المشاهدين، ليُصبح أول عمل درامي يُصور ويُنتج بالكامل في المحافظة.
المسلسل الذي يعد من إخراج “محمد الربع” تدور أحداثه حول ثلاثة أشخاص من جنسيات مختلفة يجمعهم قدرهم في ورطة واحدة، لينطلقوا في رحلة مليئة بالمواقف الطريفة والمضحكة بينما يبحثون عن مخرج.
وعن تصوير المسلسل، يروي لنا الربع تجربة التصوير في محافظة المهرة، ويكشف عن التسهيلات الكبيرة التي واجهها من قِبل السلطات المحلية والمواطنين فيقول” “كان اختيارنا للمهرة لتصوير المسلسل قرارًا موفقا بكل المقاييس، حيث وجدنا هناك كل ما كنا نتوقعه وأكثر، من تسهيلات وتعاون من قِبل السلطة المحلية، إلى ترحيب حار من الناس العاديين الذين ساهموا بشكل كبير في إنجاح هذا العمل، ولم نواجه أي معوقات أو صعوبات خلال فترة التصوير، بل على العكس تمامًا”.
ويؤكد الربع أن هذا الدعم سهل عملية الإنتاج بشكل كبير، مضيفا: “لقد حظينا بدعم كبير من الجميع وساعدنا ذلك على إنجاز 30 حلقة في الوقت المحدد دون أي تأخير ونحن ممتنون جدًا لأهالي المهرة على كرمهم وحسن ضيافتهم، ونعتبر أن اختيارنا للمهرة كان خيارًا استثنائيًا ساعدنا على إنجاز عمل فني متميز.
ويضيف الربع، “لقد كانت تجربة رائعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وسنحرص على جعل المهرة وجهة أساسية لتصوير أعمالنا المستقبلية.”
“بداية العمل كانت فكرة جميلة جدا،” وصف أحمد الجرو فكرة المسلسل، والتي استغرقت عامين من الكتابة والتعديل قبل أن تُبصر النور، ولم يقتصر تميز المسلسل على فكرته فقط، بل تميز أيضاً ببناء لوكيشن جديد كلياً.
واستغرق بناء اللوكيشن 55 يوماً وفق قوله بجهود حثيثة من فريق من المبدعين والمهندسين، رغم التحديات التي واجهها فريق العمل خلال مراحل التصوير، مثل انقطاع الكهرباء وصعوبة التنقل بسبب الأوضاع السياسية في البلاد واعصار تيج.
“حاولنا أن نجد مبدعين ونستفيد من الخبرات العربية في هذا العمل،” يقول الجرو مدير الإنتاج لشركة العقاد، حيث تم الاستعانة بمدير تصوير أردني وطاقم يمني لتعزيز تبادل الخبرات. كما تم الاستعانة بخبرات مصرية في مجال الكوميديا والدراما لإضافة نكهة مميزة للمسلسل.
تجارب فريدة لأبطال العمل
يُشارك في المسلسل نخبة من الممثلين المتميزين الذين عبروا عن سعادتهم بتجربة العمل في محافظة المهرة، حيث استقبلهم أهالي المحافظة بحفاوة وكرم.
وتعبر الفنانة رويدا ربيع عن سعادتها بالعمل مع طاقم متميز من الممثلين والمخرجين، وتُقدم وجهة نظرها حول شخصيتها في المسلسل قائلة: “كان العمل في مسلسل “خروج نهائي” مُمتعًا للغاية، واجهنا بعض المواقف المحرجة، لكننا كنا حبايب”.
وتضيف: “أحببت شخصيتي في المسلسل، فهي فتاة جميلة فرفوشة، لكنها مقموعة”.
“لم أشعر بأي غربة مع طاقم العمل، بل شعرتُ كأنني أمهم”.
الفنان عبدالكريم الشهاري في مسلسل “خروج نهائي” يُجسد شخصية “أبو راشد”، كفيل لعمالٍ من جنسيات مختلفة.
ومع مرور الأحداث، تتغير طبيعة العلاقة بين “أبو راشد” وهؤلاء العمال، لينقلب الكفيل إلى زميلٍ يعمل معهم تحت سقفٍ واحد. يؤكد الشهاري على أنّ أجواء العمل كانت وديةً ومليئةً بالحبّ والانسجام بين جميع أفراد الطاقم، ممّا أضفى لمسةً خاصةً على المسلسل.
“عاشوا” كلمة شهيره تميز بها الفنان توفيق الأضرعي وفي كل مسلسل يشارك فيه يتسم بعبارة شهيرة تلازمه خلال حلقات المسلسل حيث كانت “حيا حيا” ملازمة له في مسلسل الدلال، بينما كانت “ياسين عليهم ياسين” في غربة البن.
يوضح الفنان الأضرعي الفرق بين شخصيته في مسلسل غربة البن وخروج نهائي، حيث كان في غربة البن شخصية جشعة تهتم فقط بشؤون أولادها الذين يعملون في السعودية، بينما في خروج نهائي تزوج من “تحفة” طمعًا في استغلالها والاستفادة منها قدر الإمكان
ويصف الأضرعي شخصية “تحفة” بقوله: “تخيلوا تزوجتها عند أبوها يعني يستفيد من أي شيء يستفيد ما يخليش حاجة تصير هدر.”
يشارك الفنان إبراهيم بادي في مسلسل “خروج نهائي” بدور “ناشر”، وهو شاب مرح وطيب القلب يحاول مساعدة أصدقائه في الخروج من ورطة كبيرة، وعن تجربته في المسلسل، قال بادي: “كانت تجربتي في مسلسل “خروج نهائي” رائعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. لقد حظيت بشرف العمل مع طاقم متميز من الممثلين والمخرجين، وأحببت شخصية “ناشر” كثيرًا، فهي شخصية كوميدية تحاول نشر البهجة والسعادة بين الناس.”
وأشار بادي إلى أنّ العمل في محافظة المهرة كان تجربة فريدة من نوعها: “لقد استقبلنا أهالي المهرة بحفاوة وكرم، وشعرت كأنني في بيتي. لقد كانت تجربة فنية رائعة.”
أردني الأصل عامر خاتوموم مدير التصوير والإضاءة في مسلسل “خروج نهائي”، يعتبر اليمن بلده الأول والثاني. لم يزر عامر المهرة من قبل، لكنه سمع عنها الكثير. وعندما سافر إليها لأول مرة، أُعجب بجمالها وهدوئها.
“اليمن بلدي بلدي الأول والثاني”، هكذا عبّر عامر عن حبه لليمن، مؤكّدًا على شعوره بالانتماء إليها.
وعن الإنتاج الفني في اليمن، قال عامر: “الإنتاج لا يزال في بدايته، لكنه قويٌّ رغم كل الأزمات”.
وأضاف: “اليمن لديه إمكانيات كبيرة للإنتاج الفني، سواء كان تلفزيونيًا أو سينمائيًا أو إعلانيًا أو سياحيًا”.
وأشار عامر إلى أنّ اليمن بحاجة إلى المزيد من النجوم والشخصيات التي تُساهم في تسريع عجلة الإنتاج الفني.
واختتم عامر حديثه بدعاء الله أن تعود اليمن إلى سابق عهدها من السعادة والازدهار.
وأضاف: نأمل أن يُشكل هذا المسلسل بدايةً لمرحلة جديدة من الإنتاج الفني في المحافظة، وأن تُصبح المهرة مركزًا إقليميًا للإنتاج الفنيّ في المستقبل.