مقالات

السعودية قد تغرق في رمال اليمن..

عبدالكريم سالم السعدي

تستمر المملكة السعودية في توجيه دفة المشاورات (اليمنية) لخدمة أهدافها والتي ترتكز في المقام الأول على ضمان أمنها وسلامة حدودها وخروجها الآمن من حرب طوت عامها التاسع ولم تحقق أي من الأهداف التي قامت عليها. ويواصل المطبخ السعودي انتاجه الخاص باليمن ك دولة باتت تتنازعها المليشيات الموالية لاطراف الإقليم ففي نيسان/ أبريل من عام 2022م أنتج المطبخ ماسمى بمجلس القيادة الرئاسي الذي كان بمثابة إعلان وفاة الشرعية اليمنية وميلاد مرحلة جديدة لصراعات أخرى متشعبة ومتفرقة!
في أبريل 2022م أعلن الرئيس الشرعي هادي تنحيه عن منصبه وسلم صلاحياته إلى مجلس جديد وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال حينها عن مسئولين سعوديين ويمنيين لم تسمهم أن ولي العهد محمد بن سلمان أعطى هادي مرسوما كتابيا بتفويض صلاحياته إلى مجلس يتألف من ثمانية ممثلين عن جماعات يمنية مختلفة.
في 18 أبريل 2022م قالت صحيفة وول ستريت جورنال أن السعودية دفعت الرئيس هادي إلى التنحي عن منصبة وأضافت أن بعض المسؤولين السعوديين هددوا بنشر ما قالوا أنه دليل على فساد هادي وذلك في إطار جهود الضغط على الرجل لاقناعه بالتنحي.
وأضافت الصحيفة ذاتها عن مسؤول سعودي أن هادي محتجز منذ مغادرته منصبه داخل منزله في الرياض ومُنع من الوصول إلى أي هواتف بينما اوردت الصحيفة قولا لأحد أعضاء المجلس الجديد عبدالله العليمي الذي كان يشغل موقع مدير مكتب الرئيس هادي يخفف من وطأة التصريح السعودي ويصف حالة هادي بأنها تأتي في إطار ترتيب أوضاع الرجل المقبلة والجديدة بعد التنحي وأنها لاتمثل احتجاز للرجل.
بعد مضي أكثر من عامين على تلك المسرحية التي افضت إلى القضاء على ماتبقى من شرعية للدولة وولجت باليمن إلى منعطف جديد وضع حجر أساس لمرحلة صراعات جديدة يستمر تساؤل المتابع والمواطن على حد سواء عن طبيعة الطبخة التي يتم إعدادها حاليا في الرياض وهل ستصحح فساد ما سبقها ، ومن الجديد الذي سيلقى مصير الرئيس هادي من قادة المليشيات في المجلس الذي كان قبل عامين يوصف بالجديد ، ومن سيستمر إلى قادم التصفيات؟؟
تحدثنا مرارا ونبهنا الأشقاء العقلاء في السعودية بأن اليمنيين ليسوا ضد قلقهم على مصالحهم وامنهم واستقرارهم ولكنهم ينبهون إلى أن كل ذلك مرتبط ارتباط كلي ومصيري باستقرار اليمن وعودة الدولة إليه وحماية حدوده البرية والبحرية وإحترام سيادته وبالتالي فأن هروب السعودية وتركها اليمن بعد أن دمرت كل مقومات الدولة والحياة فيه وتسليمه إلى مليشيات تدرك السعودية قبل غيرها أن ولاء تلك المليشيات لاطراف الإقليم التي صنعتها وتديرها من خارج الحدود وأن اليمن يأتي في متأخر اجنداتها أمر فيه غياب للفطنة والتعقل وعدم استشراف للمستقبل ومايحيط به من متغيرات!
على السعودية أن تراجع حساباتها منذ أن الغت الشرعية وارغمت الرئيس هادي على التنحي وانتجت مجلس العصابات المسلحة الذي لم يضيف إلى المشهد إلا المزيد من الصراع والتعقيد للقضايا وتحاول تصحيح هذا الخطأ التاريخي الذي نعتقد أنه سيكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير ليس لليمن فحسب ولكن للسعودية وللمنطقة برمتها وعلى الأشقاء ان لاينسوا ماتعرضت له المملكة جراء الازمة اليمنية منذ العام 2015م وحتى اللحظة ومحاولة تجنب انتاج اسبابه مرة اخرى!!
ومرة أخرى وتجنبا للغرق في رمال اليمن نؤكد للاشقاء في السعودية أن الانتقائية ومحاولات اختزال اليمن في الجماعات المسلحة التي تدين بالولاء للإقليم وتجاهل بقية القوى الوطنية اليمنية أمر لن يفضي إلا إلى المزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة عموما وننصح بضرورة التعاطي مع كافة القوى والشخصيات والرموز السياسية والوطنية حتى تلك التي لا تستسيغها السعودية والإمارات والتي تتم محاربتها وتجاهلها على خلفية مواقفها الوطنية الرافضة لعبث التحالف في اليمن!!

(من صفحة الكاتب على فيسبوك)

تابعوا شروين المهرة على شروين المهرة

إقرأ أيضاً

جبل حجهر العظيم

المحرر

عن السلطان محمد آل عفرار

المحرر

إنها كرامة الدم الفلسطيني

المحرر

السعودية تفخخ المهرة بجماعة متطرفة وتكفيرية

المحرر

جريمة إغلاق مصانع طحن الأسماك بحضرموت والمهرة

المحرر

أدب الكتابة على السيارات

المحرر