شروين المهرة: رصد خاص
قلل خبراء اقتصاديون، من جدوى القرارات الأخيرة التي اتخذها البنك المركزي في عدن، والتي منها إلغاء التعامل بالعملة القديمة، في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وأكد الخبير الاقتصادي اليمني، عبدالواحد العوبلي، “أن قرار مركزي عدن لمنع العملة القديمة لن يكون له تأثير مهم على إنهاء الانقسام أو تحسين الاقتصاد”.
وقال العوبلي، إن “القرارات الحالية قد تؤثر على بعض المصالح المستقبلية للحوثيين، إلا أن هذا التأثير سيكون محدوداً”.
وعلق العوبلي على الإجراءات الأخيرة لمركزي عدن بمنشور مطول حمل عنوان “فرص ضائعة وتأثير محدود لقرارات المركزي المتأخرة”، وصف من خلاله الاجراءات بالمتأخرة وعديمة الفائدة.
وأضاف: “من سيتحمل النتائج السلبية هي البنوك مع غياب كامل لأي فوائد ممكن أن يجنيها المواطن”.
وأستدرك قائلا: “على العكس ربما تكون هذه القرارات في مصلحة الحوثي لو نفذتها البنوك، لانها ستخلصه من التزاماته تجاه ودائع المواطنين والتي من المفترض ان يتحملها بنك الحوثيين المركزي الذي بطبيعة الحال سيقوم بنهبها وترك بنك عدن يتحمل المسؤولية طالما وفرض على البنوك نقل مراكزها الى عدن”.
وشكك الخبير الاقتصادي في “مقدرة مركزي الشرعية على دفع أرصدة للبنوك التي طُلب منها نقل مقراتها إلى عدن وتعويض المواطنين”. معتبرا ذلك “احدى الصعوبات التي يواجهها مركزي الشرعية بالإضافة الى عدم قدرته على دعم البنوك بالمقرات والأجهزة الجديدة”، بالإضافة إلى “كون عدن مدينة غير مستقرة وتغيب فيها سلطة القانون”.
واتهم العوبلي مركزي عدن بتفويت الكثير من الفرص التي كان ممكن الاستفادة منها للتغلب على هذه الأزمة منذ بداية الانقسام في 2019.
وقال، “كان بإمكان مركزي عدن تنفيذ هذه الاجراءات قبل خمس سنوات وليس اليوم، حينها كان بمقدوره “نسف خطة الانقسام النقدي التي فرضها الحوثيون، وحرمانهم من نهب أموال المواطنين عبر الفوارق غير الحقيقية في العملة، وإعادة توجيه الأموال إلى النظام المالي الرسمي في البلاد”.
وأكد بالقول: “لو تم تنفيذ هذه الإجراءات في وقتها، كان من الممكن تجنب الأزمة المالية القائمة حاليًا، وكان على الاقل سيتم الاستفادة من الوديعة السعودية التي بلغت ملياري دولار، والتي ذهب منها مليار دولار للتجار والبنوك في مناطق سيطرة الحوثيين، وكان يمكن أن تُستخدم بشكل أفضل إذا تم التنسيق مع الخطوات المقترحة وغيرها من الطرق لسحب العملة القديمة وتضييع الفرصة أمام الحوثي”.