عبدالله بدأهن
تعد جبال حجهر الواقعة في الوسط الشمالي من سقطرى آية من آيات الله وعظمته وجميل صنعه.
وذلك لما تتمتع به من العظمة المتمثلة بالارتفاع حد المعانقة شبه المستمرة للسحاب طيلة فصول السنة.
إضافة إلى ما يحوي من الجمال المتمثل بالتضاريس المتنوعة بين تربة خصبة وشلالات وعيون متدفقة طيلة الوقت حيث يعتبر المخزون الأساسي للمياه العذبة والمتدفقة للجهتين الجنوبية والشمالية الوسطى من الجزيرة، بالإضافة إلى التربة الخصبة والتنوع النباتي وكثافتها وما يحوي من صخور غاية في الجمال لونا ونوعا.
كما أن لجبال حجهر ارتباط كبير بالتاريخ والتراث والثقافة السقطرية القديمة والممتدة حتى اليوم.
حيث وأن الكثير من الآثار لا تزال قائمة حتى اللحظة فيه شاهدة على حقب تاريخية مرت هنا كانت قد بلغ خلالها الإنسان السقطرى إلى مراحل في حينها تعد متطورة في مجالات مختلفة لا سيما الزراعة والري حيث أن (المحاجر) والاسوار الزراعية الممتدة على مساحات شاسعة منها لا تزال باقية حتى اللحظة، ولعل التسمية هنا أعني ( جبال حجهر ) مشتقة من تلك المحاجر الزراعية والتي تسمى زرائب الآن.
وهنا ومن خلال الصور أدناه نود كذلك الإشارة إلى تلك الصخرة أو الجلمود الصخري العظيم الذي يعد جسر عبور بين جبلين أو نتوئين كبيرين.
وفي اعتقادي الشخصي هي من صنع الإنسان خلال مرحلة حضارية ما مرت من هنا اتسمت بالقدرات البارعة للإنسان حينها على تطويع الصخور والأجرام الكبيرة ونقلها واستخدامها وتحويلها إلى جسور وبناء وغيرها، وهي لربما مرحلة متزامنة مع تلك المراحل التاريخية التي تركت الكثير من الآثار المشابهة لها في مناطق مختلفة من الجزيرة العربية وغيرها من مناطق العالم.
إذ انه في غالب الاحيان يكون هناك لكل حقبة زمنية وما تنشأ خلالها من حضارات سمة ما تكون غالبة في مرحلتها وشاهدة على تطورها، ولعل أبرز سمات تلك الحقبة وحضارتها هي الجسور والسدود والحواجز المائية والمحاجر والأسوار الزراعية.
ولجبال حجهر حضور كبير في قصائد الشعراء السقطريين قديما وحديثا، يتركز معظمة في التشبه بها من حيث العظمة والشموع والإمتناع والعزة والكثرة والطول والعطاء.
وهي كذلك.