أحمد ناصر حميدان
تدول ناشطون فيديو لحركة دؤوبة لمطار سقطرى، سواح أجانب من عدة دول، دون تفحص وتمحص، ارض مستباحة ، واحد تلك الفيديوهات يصور سيارة لاند روفر قديمة فيها شرطة يلبسون الزي الاماراتي، وحولهم الاعلام الإماراتية، ومكتوب عليها شرطة سقطرى.
هذه الجزيرة اليمنية الفريدة، والمحمية الطبيعية ،التي لم تعبث بها ايادي الانسان طيلة سنوات، اليوم وبعد تدخل دولة الامارات والسعودية، أصبحت البلد مستباحة، والشركات الأجنبية تتسابق لاستغلال ما يمكن استغلاله لكسب أرباح بدون أي ضوابط او اتفاقيات مع سلطة الدولة المعترف بها .
هناك من يقول أن سقطرى كانت تعيش وضع بائس ولم تستغل استغلال حقيقي من قبل الحكومات المتعاقبة، ويبرر ما يحدث اليوم في سقطرى.
والحقيقة أن الحكومات المتعاقبة هي حكومات وطنية، ملتزمة بضوابط وطنية، وترى في سقطرى ارض بكر ومحمية طبيعية وسيادة، لا يمكن السماح للشركات ان تربح على حساب الحفاظ على الطبيعة السقطرية، وسيادة البلد ،وتبرز عددا من الأسئلة فيما يحدث اليوم في سقطرى.
لماذا لم يكن هذا الانفتاح تحت السلطة المحلية ، وبقرار سيادة الدولة، وتحت طائلة القانون، لتكن الفائدة لسقطرى وابنائها ؟.
من المستفيد من هذه الانفتاح؟ انها الشركات متعددة الجنسيات المتواجدة في دبي، ومعظمها شركات صهيونية احتكارية، وكلائها أجانب، ومردود العمل لا يقدم لسقطرى غير بهرجة إعلامية، ورجل كهف اصبح مزار، وعلم من اعلام هذه المدينة، ولسان حال تلك البهرجة يقول هذه هي سقطرى، وهذا هو اليمن المدفون في التاريخ، والذي مازال يعيش فيها الانسان حياة من قبل هذا التاريخ.
كل شيء مقبول لو شعرنا انا السلطة المحلية في سقطرى هي السلطة الحقيقية التي تصدر التأشيرات، والدخول والخروج ، ونرى مردود اقتصادي يسهم في تطوير حياة المواطن السقطري.
وللأسف ان السواح يدخلون سقطرى بتأشيرات إماراتية، ومعظمهم سواح صهاينة في تحدي للسيادة اليمنية والمساس بالأرض والإنسان اليمني، في ظل الجرائم الصهيونية في غزة والعالم العربي والإسلامي.
اذا كان محافظ سقطرى المركوز بلحيته، يقبل ذلك مقابل ان يتورم كرشه، وكروش حاشيته من مال الصهاينة، رامين قيمهم الوطنية والعقائدية والدينية، في سقوط مدوي بما يتشدقون به لرفع راية العروبة والإسلام ، او القرش لعبهم، ولعب بالعداد قيمهم واخلاقياتهم وفرمت عقائدهم لخدمة الأعداء والصهاينة العرب واليهود .
ستبقى سقطرى يمنية الأصل والهوية، والتاريخ لا يرحم ، انها لحظة طارئة مرفوضة من قبل كل الشرفاء والاحرار، وبالتالي هي لحظة قصيرة لن تدوم، ورم سرطاني برز من مرض أصاب الوطن، سيتعافى الوطن وسيتأصل هذا المرض، وسترمى مخلفاته لمزبلة التاريخ، وستطهر سقطرى واليمن من كل هذا التدخل السافر، تدخل اقزام لنهش جسد اليمن العظيم بعظمة سد مارب و وعدن مينائها وصنعاء وجبالها الشامخة وتعز واب وطبيعتها الخلابة، وسقطرى وارضها البكر المحمية عالميا، بعظمة حضرموت ويافع الحميرية وشبوة وابين النضال وضالع الصمود، بعظمة وبطولة اليمني المغوار الذي سيذيقكم اويل ويمرغ انوفكم ، وان غدا لناظرة لقريب .
لن يصح الا الصحيح، ولن الترى الدنيا على ارضي وصيا
المصدر: يمن مونيتور