شروين المهرة: سليمان هجران الجدحي
تُظهر المهرة، وخاصة مدينة قشن، تقاليد رمضانية فريدة تُجسّد التراحم والتكافل الاجتماعي العميق بين أفراد المجتمع. فخلال شهر رمضان، وبالأخص في العشر الأواخر منه، تتّخذ هذه العادات طابعاً خاصاً.
يتجمع الأقارب والأهل يومياً على موائد إفطار جماعية، يتناوبون على استضافة بعضهم البعض في بيوتهم. فالاخوة والأخوات، والأعمام والأخوال، يلتقون مع أسرهم في منزل أحد أفراد العائلة في جوّ عائلي دافئ. وتُعرف هذه العادة الجميلة بـ “لمة الأهل”.
خلال هذه اللقاءات الرمضانية، لا يقتصر الأمر على تناول الإفطار فقط، بل يتضمن استغفاراً جماعياً ودعاءً من الجميع، سائلين الله تعالى رفع البلاء والوباء وجميع الفتن.
وتُعد هذه العادة، التي تُسمى “عوائد العشر الأواخر”، جزءاً لا يتجزأ من التراث الثقافي للمهرة، مؤكدة على أهمية التراحم وصلة الرحم، والتي تُعزز الروابط الأسرية، وتُنمي روح التسامح والمحبة بين أفراد المجتمع.
إنها مبادرة تستحق الثناء والإدامة لما لها من أثر إيجابي على تماسك النسيج الاجتماعي.