مقالات

ثورة غيرت مجرى التاريخ اليمني

نايف البكري

نلتقي اليوم على أعتاب ذكرى عظيمة، تحمل في طياتها روح الفداء والنضال، والتضحية والإلهام.

ثورة 26 سبتمبر المجيدة، التي غيرت مجرى التاريخ اليمني وأرست دعائم الدولة الحديثة، وسطرت أسمى معاني التحرر والكرامة، وأعادت رسم خريطة اليمن على الخارطة العالمية؛ لتجعل منه دولة تتمتع بسيادة القانون، ومكانة محترمة بين الأمم، لا سيد فيها إلا الشعب.

في مثل هذا اليوم من عام 1962، قام اليمنيون بثورة لا تنحصر في تغيير نظام الحكم فقط، بل كانت ثورة شاملة على الظلم، التخلف، والعزلة التي فرضتها الإمامة على هذا الشعب لعقود طويلة. تلك الإمامة التي جعلت من اليمن بلداً منعزلاً عن العالم، مكبلاً بقيود التخلف والفقر، محروماً من أبسط حقوقه في التعليم والصحة والكرامة الإنسانية.

المارد السبتمبري كان ردة فعل طبيعية لتراكمات الظلم والاستبداد الذي مارسته الإمامة لعقود طويلة. فقد كان الشعب اليمني مكبلاً بقيود الجهل، يعاني من الفقر والقهر، ومحروماً من كل مقومات الحياة الكريمة. ومع ذلك، لم يفقد هذا الشعب الأمل ولم ينكسر، بل ظل يبحث عن فرصة لتحرير نفسه وبناء دولة تليق بتاريخه العريق.

كانت ثورة 26 سبتمبر بمثابة نافذة أعادت فتح اليمن على العالم وأعادت لهذه الأرض هويتها، وشكلت بداية لمرحلة جديدة من التغيير والتقدم. مرحلة شهدت إعادة بناء المؤسسات الحكومية، وترسيخ المبادئ الديمقراطية التي تقوم على الحرية والمساواة والعدالة.

التاريخ لا يُكتب بالورود، وكما كانت ثورة 26 سبتمبر إنجازاً كبيراً، فقد واجهت وما زالت تواجه بلادنا تحديات جسيمة. فبعد أن استراح شعبنا من فوضى وعبث العودة للماضي، حاولت قوى الرجعية والإمامة المدعومة من الخارج إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء،ولكن بفضل صمود هذا الشعب العظيم، وبفضل تضحيات أبنائه وبناته، استمرت مسيرة الثورة حتى اليوم، وما زال عبق سبتمبر يغذي أرواح شبابنا، ولن تسقط راية الوطن الحر الذي يحكمه أبناؤه وتوزع فيه الثروة والحقوق بالعدل والمساواة.

ونحن نحيي ذكرى هذه الثورة العظيمة، علينا أن نتذكر أن أهداف ثورة 26 سبتمبر لم تكتمل بعد. فاليوم نحن أمام تحديات جديدة، تتمثل في ضرورة محاربة الفُرقة، والسعي لبناء وطن يتسع للجميع، لا يُقصي أحداً ولا يُهمش فيه أحد. يقوم على أسس الدولة المدنية الحديثة التي تحترم حقوق الإنسان، وتحقق العدالة الاجتماعية للجميع.

إن مسيرتنا اليوم تتطلب منَّا التكاتف واللحمة الوطنية، والتعاون الصادق، والعمل الجاد من أجل تحقيق التنمية الشاملة التي تعود بالنفع على كافة أبناء وطننا. علينا أن نواصل بناء مؤسساتنا وتطويرها، وتعزيز سيادة القانون، وإعادة بناء الاقتصاد الوطني الذي يمثل الركيزة الأساسية لاستقرارنا وازدهارنا.

في هذه اللحظة التاريخية الملهمة والمحفزة نتذكر أن ثورة 26 سبتمبر لم تكن مجرد حدث في الماضي، بل هي رسالة خالدة في قلوبنا وعقولنا. رسالة تذكرنا بأننا قادرون على تحقيق المستحيل، وكتابة تاريخ الوطن بأحرف العدالة والنماء والازدهار.

تابعوا شروين المهرة على شروين المهرة

إقرأ أيضاً

عن السلطان محمد آل عفرار

المحرر

إنها كرامة الدم الفلسطيني

المحرر

السعودية تفخخ المهرة بجماعة متطرفة وتكفيرية

المحرر

جريمة إغلاق مصانع طحن الأسماك بحضرموت والمهرة

المحرر

أدب الكتابة على السيارات

المحرر

السنوار في سطور لم تكتب من قبل.. تعرف عليه

ماريا