سامي الشاطبي
هل ترى الصبي الصغير الذي تلح عليه أمه بأن يراجع دروسه حتى لا يسقط في الامتحان؟ إن مراجعة التاريخ مثل درسٍ علينا مراجعته كي لا نسقط في الفخاخ. صحيحٌ بأننا سقطنا مرارًا وتكرارًا، لكن ذلك لا يعني بأننا لم نتعلم الدرس من تلك السقطات.
لكن لندع الصبي والدرس وتلك الفخاخ جانبًا، ونعدّ لتناول المهرة. المهرة خلاف عدن وتعز واب وصنعاء التي حظيت باهتمام المستكشفين بدءًا من كارستن نيبور، مرورا بالإيطالي فارتيما والألماني جوزيف وولف، وانتهاءً بمانزوني. لم تحظَ بأي اهتمام إلا من قبل الألمان الذين أجروا دراسات حول اللغة المهرية، ووثقوا لعدد من النصوص والمخطوطات المهرية. وبعض الحفريات الاثرية، ورسموا خرائط تفصيلية للمهرة.
المهرة ظلت بعيدة عن أعين المستكشفين.. لكنها بالقدر ظلت ملاذًا للباحثين عن الهدوء والسكينة، فطبيعتها الخلابة وشعبها الطيب جعلها جوهرة خفية في خريطة اليمن.