شروين المهرة:هلاله مبارك
تحزنني وترهقني فكرة إستحواذ الهواتف ووسائل التواصل الإجتماعي على حياتنا اليومية ومدى تأثيرها على الأطفال والكبار والمراهقين .
أرى أمام عيني أجيال تُخمد بقاتل فتاك يسطو على عقولهم ويدخل لعقولهم أفكار لا يجدر بها الدخول إليه، فكر مُغاير تماماً، وإكتساب سلوكيات غريبة لهذا الجيل.
لم أعد أرى إجتماعات الأطفال أثناء الإحتفالات والأعراس بالخارج كالماضي فقط يجتمعوا للعب بالهاتف، بلا أصوات صاخبة في المنازل، لم أعد أرى أي ألعاب في الخارج، إنطفئ ضوء الطفولة بغطاء رمادي باهت لم يعد يشعر الأطفال بالحماس أثناء مشاهدة البرامج الكرتونية الهادفة أو ذات المحتوى المؤثر بشكل إيجابي عليهم .
لم تعد مشاعرهم كمشاعر الأطفال السابقين ، ولا نعرف هل تكمن المشكلة في أهلهم أم فيهم أم في الهاتف نفسه والإنترنت فقد فتح نوافذ عقولهم وأغلق قلوبهم ودمر مشاعرهم وسرق من وقتهم.
وإنتشر ما يسمى “بتعفن الدماغ في الآونة الأخيرة” وهي حالة تعرف بتبلد الدماغ نتيجة الإستمرار بالتقليب في المقاطع التافهه والسريعة فهل يُعقل أن الجميع مصاب بها وهل يعقل أن الوضع سيستمر على ما هو عليه الآن ؟…
هل سيكبر هذا الجيل بلا إنتاجية وبلا هدف ،هدفهم فقط هو إيجاد وقت فارغ للجلوس على الهاتف والتقليب في تلك المقاطع بلا هدف ،وإن لم يجدو فهم ينشغلون عن أعمالهم وواجباتهم ويذهبون إليه .
هل هذه الأجيال وهؤلاء الأطفال هم من سنرجوا منهم إعمار هذا البلد ورفعته ، كيف ونحن لا ننشر التوعية ، كيف ونحن لا نشعر بقيمة الوقت حولنا ، ولا نشعر بمشاعر الذي أمامنا .
كيف والأم لا تراعي طفلها أثناء بكاءه لأنها منشغلة بمقاطع الريلز وغيرها .
ولا ندري ما الوسائل الأُخرى التي سينشئها الغرب لإشغال هذا الجيل من التطور والتقدم والإزدهار كل ما أرجوه هو أن أرى الحياة والمشاعر تزهر بقلوب الأطفال كالسابق.