علي العمراني*
في آخر لجنة برلمانيه لتقصي الحقائق، قبل حرب 1994، مررت بجبال الضالع وردفان في الطريق إلى عدن، وجبال الكور في الطريق إلى شبوة؛ وكنت أنظر إلى تلك الجبال الشامخة الغامضة بشعف ومحبة، وأتساءل في نفسي، هل ستكون هذه آخر نظرة من هذه الجبال، لو حدثت حرب، وانفصال لا سمح الله!
كان يساورني شجن عميق إزاء ذلك وربما حزن دفين، وكتبت عن ذلك في 2009؛ بعنوان: حكايات عن الوحدة والحرب والفساد وشيء ما عن جدتي!
كنا في سيارة واحدة أنا والمرحوم شعفل عمر علي، وصخر الوجيه في تلك المهمة الصعبة.
كنا نحرص بأن لا تقع الحرب، ولا يقع الإنفصال!
كنت أول مرة أرى تلك الجبال، على الرغم من قربها من البيضاء!
في الأردن كانت الجبال والمرتفعات أكثر ما يشدني، ويذكرني بشموخ بلادي وكبريائها وعنادها ومعاناتها وتعبها.
وحيث ما حللت، أتوق إلى الجبال؛ وامشي إلى أقربها هنا في أمريكا، أكثر من ثلاث ساعات في السيارة، كلما تيسر ذلك!
ذكرني بذلك الآن، شجن لاحظته في نص قصير للمبدع صقر السنيدي، قال فيه: تلفت حولي لم يكن هناك غيري أقف على الساحل، وأتذكر جبال بلادي!
مثل هذا الشجن لاحظته أيضاً في مذكرات السفير الدكتور علي حسن الأحمدي، وهو يشارك في إحدى حروب الشطرين، في السبعينات، في جبال حريب مارب، وهو يقول ما معناه: هذه بلادنا، وأرضنا، وهنا أهلنا، فإلى متى نظل بعيداً عنها، أو إلى متى نظل متباعدين!
هناك قوى شريرة تحرص، بكل الوسائل، على شتات اليمنيين وفرقتهم، ولكن عسى أن تتغلب قوة الخير في النهاية.
- السفير السابق لليمن لدى الأردن