شروين المهرة: سليمان هجران الجدحي
تنفرد مديرية قشن التابعة لمحافظة المهرة بمعالم أثرية وحصون تاريخية، لا زالت تحكي صلابة جبالها وأنفة قلاعها الشامخة حتى اليوم
وتعتبر “قشن” العاصمة التاريخية للمحافظة، وهي من أكبر وأهم مديرياتها، ولها معالم أثرية وحصون تاريخية وأساطير كثيرة من بينها أسطورة جبل شروين الذي تهاوت على سفوحه أطماع الغزاة وطويت بين شعابه أسطورة الإمبراطورية البرتغالية.
وحول سبب تسميته تقول الروايات إن جبل شروين وقرنيه الجميلين يعود تاريخهم للأزمنة الغابرة القديمة قبل الميلاد.
وبعد التحري والقراءة من المجلدات والتحدث مع كبار السن توصلنا إلى قصة تاريخية تفيد أن جبل شروين سمي بهذا الاسم نسبة إلى الملك شروين أحد ملوك المهرة في قديم الزمن وكانت عاصمة دولته حينها مديرية قشن، وكان الملك متزوج امرأة تنادى بالملكة وشاءت الأقدار أنهما لم ينجبا سوى ولد واحد وافته المنية وما زال صغيرا، وعند الاقتراب من الجبل يهيأ للناظر أن الطفل يتوسط الملك والملكة وهو جالس جوار أمه التي تجلس من جهة الجنوب بموقع الشيبة والعجوز حاليا.
وتفيد الرواية أن الملكة وزوجته عندما كبرا في السن عملت الملكة مقترحا للملك أن يطلق على الجبل اسم شروين نسبة للملك وأن يتم نحت صورتين للملك والملكة في الجبل لكي يشاهدها الأجيال ويظل اسم الملك مخلدا للتاريخ.
وتشير إلى أنه تمت الاستعانة بخبراء نحاتين وفنانين لكي يصنعوا لهم هذه الصورة للشيبة والعجوز ويخلدان اسم المملكة بتسميه الجبل جبل شروين على اسم الملك والملكة ويكون ذكرهم مخلدا على أرض الواقع، تراه الأجيال المتعاقبة بالعين المجردة جيلا بعد جيل حتى قيام الساعة.
وبعد مرور آلاف السنين تغير الاسم للقرنين من أسم الملكين وتم استبدالهما باسم الشيبة والعجوز.
ويحكي أحد الخبراء المحليين عن الجبل قائلا: لو تركز في وضعية الصورة للشيبة والعجوز تكتشف أنها وضعية مركبة وليست خلقية.
وأضاف: لو تركز قليلا في وضعية الجلسة للرجل من جهة الشمال ووضعية المرآه من جهة الجنوب، يتأكد أن الرجل يبدو ضخما أكثر من المرأة، وهناك يتبادر للناظر كما لو كان طفلا أمام المرأة والثلاثة يركبون على ظهر جملا وأمامهم توجد ذروة الجمل أو كما يسميها بعض المهريين ( درويت )، يظهر أمام الصورة للشيبة والعجوز جبل مرتفع قليلا عليه درويت تم يحدو للأسفل على شكل عنق للجمل واضعا أجزاء رأسه داخل ماء البحر.
ويذهب الكثير من الآباء إلى أنه كان في تلك الحقبة الزمنية يتفاخر الملوك الكبار بهذه المنحوتات الجميلة ويتباهون بالجمال فيما بينهم.
وكشف بعض الخبراء عن وجود مكان في قشن لا يعلمه أحد يتم منه رؤية الجبل والشيبة والعجوز بشكل واضح وهم يركبون على ظهر الجمل بشكل واضح ومذهل، مؤكدين في الوقت ذاته أن الدليل على ذلك اختلاف شكل صورة الجبل كلما انتقلت من مكان إلى آخر.
ومعظم ما تم ذكره سابقا تم أخذه من بعض كبار السن الذين يتناقلون المعلومات بالقصص المتوارثة بينهم.
ويعبر الآباء عن استيائهم وأسفهم على تاريخ قشن العريق الذي يتعرض للطمس وخاصة ملوكا عظماء حكموا محافظة المهرة قديما.
وكانت تواريخ مكتوبة بالسجلات والكتب الموثقة منها بالمنقوشات ومنها بالكتابة بمختلف اللغات، لكن تعرضت المهرة لغزوات كثيرة وتم حرق وطمس التواريخ العريقة الضاربة بالجذور.