عامر الدميني
قيادي سلفي اسمه عبدالحميد الزعكري نزح من دماج في صعدة إلى المهرة، وهناك ظهرت النعمة عليه وعلى أصحابه الذين جاؤوا من عدة محافظات، والنزوح ليس مشكلة، فالمهرة مدينة يمنية وهو مواطن يمني، لكن ما يحصل هناك يسترعي التوقف.
صارت لهم جوامع خاصة، وإذاعات خاصة، ومنازل خاصة، ومرتبات يتسلموها، وهم لا يمارسون أي عمل عام أو خاص.
تعاطف الناس معهم في بادئ الأمر، ثم لاحقا ثبت أنهم أدوات تمول وتعبئ لصالح أجندة معينة، وخدمة دول خارجية، ضمن ما يعرف اليوم بالسلفية الجامية التي ترعاها الرياض داخل وخارج السعودية.
هذا الشيخ وشلته اليوم أصبح يحرض أبناء المهرة على بعضهم البعض، ويبث السموم والفتنة في المجتمع المهري الذي لم يعرف من قبل أي تيارات دينية، ويهاجم خصوم الرياض، ويقدم الفتاوى المشيطنة للآخرين، ويقدح بالشخصيات، وأصبح لديه تيار من الأتباع يكبر ويتوسع يوما بعد آخر.
هذا الشيخ وغيره أصبحوا اليوم يمثلون خطورة ليس على المهرة فحسب، بل على كل اليمن، بل ربما تمتد الخطورة لدول الجوار، عبر تصدير الفكر الضآل، وتعبئة النشئ بالأفكار المسمومة، والترويج للطائفية والصراع البيني الداخلي.
يروجون أنهم لايتدخلون بالسياسة، وعندما يتعلق الأمر بمن يمولهم يستبيحون كل شيء، ويعملون لمصلحته، والأهداف التي حددها لهم.
من حق أيا كان ممارسة شعائره وفكره، ولكن عندما يتعدى ذلك للضرر العام، ويتحول لمصدر إزعاج ونواة شقاق يصبح من الواجب وقف هذا الأمر قبل أن يتطور إلى أداة صراع تسيل من أجلها الدماء ويحل بسببها الخراب.
المصدر: صفحة الكاتب على منصة إكس