شروين المهرة:هلالة مبارك
تصدر في الآونة الأخيرة تريند إنقلاب شعب نيبال ضد حكومته ، أو إنقلاب جيل زد ضد الحكومة .
نعلمُ أن إنقلاب الشعوب ضد طغاتها قضيةً تحصل على مر العصور، وتخرج هذه الإنقلابات بنتائج بعد مرور فترةً من الزمن .
مالفت إنتباهي في هذا الشعب “شعب نبيال” هو وحدة رأيه ، إرادته، ووقوفه ضد الفساد يداً واحدة بمختلف الوانهم، وأعراقهم ،وأديانهم ، هُم أضهروا للشعوب أنها قادرة ،ولكن عجزها في القلوب قبل الأجساد.
ومن تفاصيل إنتفاضة هذا الشعب قوي العزيمةِ والإرادة ، هو أنهم رأو بذخاً وتباهياً وإسرافاً طائلاً بالأموال لأبناء رؤوساء ووزاء وقيادات الحكومة على مواقع التواصل الإجتماعي، بينما يُعاني أبناء هذا الشعب من الجوعِ وضعف التعليم وإرتفاع نسبة البطالة 10% ، مما دفع هذا أغلبهم للهجرة ومغادرةِ أرضه بحثاً عن العمل.
فا أقامو حملةً على مواقع التواصل الإجتماعي ضد أبناء الرؤوساء والوزراء لإظهار فسادهم وعبثهم بأموال الدولة ، ما حصل هو أن الحكومة أغلقت جميع الوسائل المتداول فيها بهذه الحملة لمنع إنتشارها .
ترتب على ذلك ثورة وغضب عارم للشعب مما دفعهم مباشرةً للخروج والتظاهر أمام القصر الرئاسي وإحراقهِ ، وإغلاق كافة الدوائر الحكومية والخاصة، ونتيجةً لذلك نُقِلَ أو بالأصح هُرب القادة بالمروحيات معلقين بين السماء والأرض بحثاً عن الأمان، وخوفاً من غضب الشعب.
هذا ما تصنعه إرادة شعب
في خلال أقل من يومين غيرو مصير دولة وأضهرو للناس أن الحاكم الذي لا يتعدل يتبدل أو يُقتل أو يُهرب .
نرى فساداً في أغلب الدول، ولكن المشكلة ليست في القادة بل في الشعوب نفسها، إن رَضيَت على نفسها الظُلم فستُسحَق حُقوقِها ويذهب حقهم في العيش حياةً كريمة كأي مواطنٍ أخر .